مُنْذِرٌ) (١) ومذكر في قوله (إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ) (٢)
ونبي التوبة وَرَوَى الْبَيْهَقِيُّ فِي كِتَابِ دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم إِنَّ اللهَ خَلَقَ الْخَلْقَ [الْخَلَائِقَ] قِسْمَيْنِ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمَا قِسْماً وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى (وَأَصْحابُ الْيَمِينِ وَأَصْحابُ الشِّمالِ) فَأَنَا مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ وَأَنَا مِنْ خَيْرِ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ثُمَّ جَعَلَ الْقِسْمَيْنِ أَثْلَاثاً فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهَا ثُلُثاً فَذَلِكَ قَوْلُهُ (فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) فَأَنَا مِنَ السَّابِقِينَ وَأَنَا خَيْرُ السَّابِقِينَ ثُمَّ جَعَلَ الْأَثْلَاثَ قَبَائِلَ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهَا قَبِيلَةً وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى (وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا) (٣) فَأَنَا أَتْقَى وُلْدِ آدَمَ وَأَكْرَمُهُمْ عَلَى اللهِ وَلَا فَخْرَ ثُمَّ جَعَلَ القَبَائِلَ بُيُوتاً فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهَا بَيْتاً وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (٤) فَأَنَا وَأَهْلُ بَيْتِي مُطَهَّرُونَ مِنَ الذُّنُوبِ وَقَدْ رَوَاهُ ابْنُ الْأَخْضَرِ الْجَنَابِذِيُّ وَذَكَرَهُ فِي كِتَابِهِ مَعَالِمِ الْعِتْرَةِ النَّبَوِيَّةِ، وَقَالَ عَمُّهُ أَبُو طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ :
شِعْرٌ
وَشُقَّ لَهُ مِنِ اسْمِهِ كَيْ يُجِلَّهَ |
|
فَذُو الْعَرْشِ مَحْمُودٌ وَهَذَا مُحَمَّدٌ |
وقيل إنه لحسان من قصيدة أولها :
ألم تر أن الله أرسل عبده |
|
وبرهانه والله أعلى وأمجد |
ومن صفاته صلی الله علیه وسلم التي وردت في الحديث راكب الجمل ومحرم الميتة وخاتم النبوة وحامل الهراوة وهي العصا الضخمة والجمع الهراوى بفتح الواو مثال المطايا ورسول الرحمة وقيل إن اسمه في التوراة بمادماد وصاحب الملحمة وكنيته أبو الأرامل واسمه في الإنجيل الفارقليط وَقَالَ صلی الله علیه وسلم أَنَا الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ الأول لأنه أول في النبوة وآخر في البعثة وكنيته أبو القاسم وَرَوَى أَنَسٌ أَنَّهُ لَمَّا وُلِدَ
________________
(١) الرعد : ٧.
(٢) الغاشية : ٦١.
(٣) الحجرات : ١٣.
(٤) الأحزاب : ٣٣.