مَزِيَّةً قَالَ وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) (١) قَالَ وَكَانَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه وسلم إِذَا أَقْبَلَ عَلِيٌّ علیهما السلام قَالُوا قَدْ جَاءَ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ.
وَمِنْهُ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ ره أَنَّهُ سَمِعَ نَبِيَّ اللهِ صلی الله علیه وسلم يَقُولُ إِنَّ أَخِي وَوَزِيرِي وَخَيْرَ مَنْ أُخَلِّفُهُ بَعْدِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ.
وَمِنْهُ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِ أَنَّ النَّبِيَّ صلی الله علیه وسلم مَرِضَ مَرْضَةً فَأَتَتْهُ فَاطِمَةُ علیهما السلام تَعُودُهُ فَلَمَّا رَأَتْ مَا بِرَسُولِ اللهِ مِنَ الْجَهْدِ وَالضَّعْفِ اسْتَعْبَرَتْ (٢) فَبَكَتْ حَتَّى سَالَ الدَّمْعُ عَلَى خَدَّيْهَا فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم يَا فَاطِمَةُ إِنَّ لِكَرَامَةِ اللهِ إِيَّاكِ زَوَّجْتُكِ مِنْ أَقْدَمِهِمْ سِلْماً وَأَكْثَرِهِمْ عِلْماً وَأَعْظَمِهِمْ حِلْماً إِنَّ اللهَ تَعَالَى اطَّلَعَ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ اطِّلَاعَةً فَاخْتَارَنِي مِنْهُمْ فَبَعَثَنِي نَبِيّاً مُرْسَلاً ثُمَّ اطَّلَعَ اطِّلَاعَةً فَاخْتَارَ مِنْهُمْ بَعْلَكِ فَأَوْحَى لِي أَنْ أُزَوِّجَهُ إِيَّاكِ وَأَتَّخِذَهُ وَصِيّاً
قلت هذا الحديث قد أخرجه الدارقطني صاحب الجرح والتعديل أتم من هذا وكان في عزمي أن أؤخر ذكره إلى أن أذكر الإمام الخلف الحجة علیهما السلام لكني ذكرته هنا.
هومِنْ كِتَابِ كِفَايَةِ الطَّالِبِ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ رِجَالِهِ عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ قَالَ أَتَيْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ فَقُلْتُ لَهُ هَلْ شَهِدْتَ بَدْراً فَقَالَ نَعَمْ فَقُلْتُ أَلَا تُحَدِّثُنِي بِشَيْءٍ مِمَّا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وسلم فِي عَلِيٍّ وَفَضْلِهِ فَقَالَ بَلَى أُخْبِرُكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلی الله علیه وسلم مَرِضَ مَرْضَةً نَقَهَ مِنْهَا فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ فَاطِمَةُ علیهما السلام تَعُودُهُ وَأَنَا جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وسلم فَلَمَّا رَأَتْ مَا بِرَسُولِ اللهِ مِنَ الضَّعْفِ خَنَقَتْهَا الْعَبْرَةُ حَتَّى بَدَتْ دُمُوعُهَا عَلَى خَدِّهَا فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم مَا يُبْكِيكِ يَا فَاطِمَةُ قَالَتْ أَخْشَى الضَّيْعَةَ يَا رَسُولَ اللهِ فَقَالَ يَا فَاطِمَةُ أَمَا عَلِمْتِ أَنَّ اللهَ
________________
(١) البينة : ٧.
(٢) أي جرت عبرتها.
(٣) نقه من مرضه ـ بالكسر ـ نقها : إذا صح وهو في عقب علته.