وَبِالْإِسْنَادِ عَنْهُ أَنَّهَا قَالَتْ اكْتُبْ لِي بِشَهَادَةِ مَنْ شَهِدَ مَعَ عَلِيٍّ النَّهْرَوَانَ فَكَتَبْتُ شَهَادَةَ سَبْعِينَ مِمَّنْ شَهِدَهُ ثُمَّ أَتَيْتُهَا بِالْكِتَابِ فَقُلْتُ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ لِمَ اسْتَشْهَدْتِ قَالَتْ إِنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ أَخْبَرَنِي أَنَّهُ أَصَابَهُ عَلَى نِيلِ مِصْرَ قَالَ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَسْأَلُكِ بِحَقِّ اللهِ وَبِحَقِّ رَسُولِهِ وَحَقِّي عَلَيْكِ إِلَّا مَا أَخْبَرْتِنِي بِمَا سَمِعْتِ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وسلم فِيهِ قَالَتْ إِذْ نَشَدْتَنِي فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلی الله علیه وسلم يَقُولُ هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ يَقْتُلُهُمْ خَيْرُ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ وَأَقْرَبُهُمْ عِنْدَ اللهِ وَسِيلَةً وَفِي آخَرَ عَنْهُ أَنَّهَا سَأَلَتْهُ وَأَخْبَرَهَا أَنَّ عَلِيّاً قَتَلَهُمْ فَقَالَتْ انْظُرْ مَا تَقُولُ قُلْتُ وَاللهِ لَهُوَ قَتَلَهُمْ فَقَالَتْ مِثْلَ مَا تَقَدَّمَ وَزَادَتْ فِيهِ وَإِجَابَةَ دَعْوَةٍ وَأَوْرَدَهُ صَدِيقُنَا الْعِزُّ الْمُحَدِّثُ الْحَنْبَلِيُّ الْمَوْصِلِيُّ أَيْضاً وَقَدْ وَرَدَ هَذَا عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ بِعِدَّةِ طُرُقٍ اقْتَصَرْنَا مِنْهَا عَلَى مَا أَوْرَدْنَاهُ.
وَمِنْهُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلی الله علیه وسلم قَالَ لِفَاطِمَةَ إِنَّ زَوْجَكِ (١) خَيْرُ أُمَّتِي أَقْدَمُهُمْ سِلْماً وَأَكْثَرُهُمْ عِلْماً.
وَنَقَلْتُ مِنْ كِتَابِ الْيَوَاقِيتِ لِأَبِي عُمَرَ الزَّاهِدِ قَالَ أَخْبَرَنِي بَعْضُ الثِّقَاتِ عَنْ رِجَالِهِ قَالُوا دَخَلَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ إِلَى الْكُوفَةِ وَكَانَ فِيهَا رَجُلٌ يُظْهِرُ الْإِمَامَةَ فَسَأَلَ الرَّجُلُ عَنْ أَحْمَدَ مَا لَهُ لَا يَقْصِدُنِي فَقَالُوا لَهُ إِنَّ أَحْمَدَ لَيْسَ يَعْتَقِدُ مَا تُظْهِرُ فَلَا يَأْتِيكَ إِلَّا أَنْ تَسْكُتَ عَنْ إِظْهَارِ مَقَالَتِكَ لَهُ قَالَ فَقَالَ لَا بُدَّ مِنْ إِظْهَارِي لَهُ دِينِي وَلِغَيْرِهِ وَامْتَنَعَ أَحْمَدُ مِنَ الْمَجِيءِ إِلَيْهِ فَلَمَّا عَزَمَ عَلَى الْخُرُوجِ مِنَ الْكُوفَةِ قَالَتْ لَهُ الشِّيعَةُ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ أَتَخْرُجُ مِنَ الْكُوفَةِ وَلَمْ تَكْتُبْ عَنْ هَذَا الرَّجُلِ فَقَالَ مَا أَصْنَعُ بِهِ لَوْ سَكَتَ عَنْ إِعْلَانِهِ بِذَلِكَ كَتَبْتُ عَنْهُ قَالُوا مَا نُحِبُّ أَنْ يَفُوتَكَ مِثْلُهُ فَأَعْطَاهُمْ مَوْعِداً عَلَى أَنْ يَتَقَدَّمُوا إِلَى الشَّيْخِ أَنْ يَكْتُمَ مَا هُوَ فِيهِ وَجَاءُوا مِنْ فَوْرِهِمْ إِلَى الْمُحَدِّثِ يُقَالُ مَشَيْتُ إِلَى مَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا وَعُدْتُ مِنْ فَوْرِي مِنْ قَبْلِ أَنْ أَسْكُنَ وَلَيْسَ أَحْمَدُ مَعَهُمْ فَقَالُوا إِنَّ أَحْمَدَ عَالِمُ بَغْدَادَ فَإِنْ خَرَجَ وَلَمْ يَكْتُبْ عَنْكَ فَلَا بُدَّ أَنْ يَسْأَلَهُ أَهْلُ بَغْدَادَ لِمَ لَمْ تَكْتُبْ عَنْ فُلَانٍ فَتُشْهَرُ بِبَغْدَادَ وَتُلْعَنُ وَقَدْ
________________
(١) وفي نسخة «انى زوجتك».