تُؤْلِمْهُ سَاعَةً مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ فَكَانَ يَقُولُ بَعْدَ أَنْ أَسَنَّ هِيَ أَقْوَى عَيْنَيَّ وَكَانَتْ أَحْسَنَهُمَا.
وَبَاشَرَ النَّبِيُّ الْقِتَالَ بِنَفْسِهِ وَرَمَى حَتَّى فَنِيَتْ نَبْلُهُ وَأَصَابَ شَفَتَهُ وَرَبَاعِيَتَهُ عُتْبَةُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَوَقَعَ صلی الله علیه وسلم فِي حُفْرَةٍ وَضَرَبَهُ ابْنُ قَمِيئَةَ فَلَمْ يَصْنَعْ سَيْفُهُ شَيْئاً إِلَّا وَهَنَ الضَّرْبَةَ بِثِقْلِ السَّيْفِ وَانْتَهَضَ وَطَلْحَةُ يَحْمِلُهُ مِنْ وَرَائِهِ وَعَلِيٌّ آخِذٌ بِيَدِهِ حَتَّى اسْتَوَى قَائِماً.
وَعَنْ أَبِي بَشِيرٍ الْمَازِنِيِّ (١) قَالَ حَضَرْتُ يَوْمَ أُحُدٍ وَأَنَا غُلَامٌ فَرَأَيْتُ ابْنَ قَمِيئَةَ عَلَا رَسُولَ اللهِ بِالسَّيْفِ فَوَقَعَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ فِي حُفْرَةٍ أَمَامَهُ حَتَّى تَوَارَى فَجَعَلْتُ أَصِيحُ وَأَنَا غُلَامٌ حَتَّى رَأَيْتُ النَّاسَ ثَابُوا إِلَيْهِ وَيُقَالُ الَّذِي شَجَّهُ فِي جَبْهَتِهِ ابْنُ شِهَابٍ وَالَّذِي أَشْظَى رَبَاعِيَتَهُ (٢) وَأَدْمَى شَفَتَهُ عُتْبَةُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَالَّذِي دَمَّى وَجْنَتَيْهِ حَتَّى غَابَ الْحَلَقُ فِي وَجْنَتِهِ ابْنُ قَمِيئَةَ وَسَالَ الدَّمُ مِنْ جَبْهَتِهِ حَتَّى اخْضَلَّتْ لِحْيَتُهُ وَكَانَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ يَغْسِلُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ وَهُوَ يَقُولُ كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ فَعَلُوا هَذَا بِنَبِيِّهِمْ وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللهِ فَأَنْزَلَ اللهُ (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ) الْآيَةَ (٣).
وَذَكَرَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ره فِي مُسْنَدِهِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلٍ بِأَيِّ شَيْءٍ دُووِيَ جُرْحُ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وسلم قَالَ كَانَ عَلِيٌّ يَجِيءُ بِالْمَاءِ فِي تُرْسِهِ وَفَاطِمَةُ تَغْسِلُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ وَأَخَذَ حَصِيراً فَأُحْرِقَ وَحُشِيَ بِهِ جُرْحُهُ (٤) وَرَأَى سَيْفَ عَلِيٍّ مُخْتَضِباً وَقَالَ إِنْ كُنْتَ أَحْسَنْتَ الْقِتَالَ فَقَدْ أَحْسَنَ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ وَالْحَارِثُ بْنُ الصِّمَّةِ وَسَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ وَسَيْفُ أَبِي دُجَانَةَ غَيْرُ مَذْمُومٍ قَالَ عَلِيٌّ لَقَدْ رَأَيْتَنِي يَوْمَئِذٍ وَإِنِّي
________________
(١) وفي نسخة «أبي سعيد» مكان «أبى بشير» ولكن الصحيح ما اخترناه.
(٢) أي كسر. قال الجزريّ وفي الحديث : فانشظت رباعية رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله اي انكسرت.
(٣) آل عمران : ١٢٨.
(٤) حشاه بالشيء : ملاه به.