وَأَنْتَ حَاسِرٌ (١) وَهُوَ مُدَجَّجٌ فِي الْحَدِيدِ؟ (٢) فَقَالَ علیهما السلام لَيْسَ عَلَيَّ مِنْهُ بَأْسٌ ثُمَّ نَادَى ثَانِيَةً فَخَرَجَ إِلَيْهِ وَدَنَا مِنْهُ حَتَّى وَاقَفَهُ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ علیهما السلام يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ فَقَالَ الطَّلَبُ بِدَمِ عُثْمَانَ فَقَالَ علیهما السلام أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ قَتَلْتُمُوهُ فَيَجِبُ عَلَيْكَ أَنْ تُقِيدَ مِنْ نَفْسِكَ وَلَكِنْ أَنْشُدُكَ اللهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ الْفُرْقَانَ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه وسلم أَمَا تَذْكُرُ يَوْماً قَالَ لَكَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم يَا زُبَيْرُ أَتُحِبُّ عَلِيّاً فَقُلْتَ وَمَا يَمْنَعُنِي مِنْ حُبِّهِ وَهُوَ ابْنُ خَالِي فَقَالَ لَكَ أَمَا أَنْتَ فَسَتَخْرُجُ عَلَيْهِ يَوْماً وَأَنْتَ لَهُ ظَالِمٌ فَقَالَ الزُّبَيْرُ اللهُمَّ بَلَى فَقَدْ كَانَ ذَلِكَ فَقَالَ عَلِيٌّ علیهما السلام فَأَنْشُدُكَ اللهَ الَّذِي أَنْزَلَ الْفُرْقَانَ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه وسلم أَمَا تَذْكُرُ يَوْماً جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم مِنْ عِنْدِ ابْنِ عَوْفٍ وَأَنْتَ مَعَهُ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِكَ فَاسْتَقْبَلْتُهُ أَنَا فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَضَحِكَ فِي وَجْهِي وَضَحِكْتُ أَنَا إِلَيْهِ فَقُلْتَ أَنْتَ لَا يَدَعُ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ زَهْوَهُ أَبَداً فَقَالَ لَكَ النَّبِيُّ مَهْلاً يَا زُبَيْرُ فَلَيْسَ بِهِ زَهْوٌ (٣) وَلَتَخْرُجَنَّ عَلَيْهِ يَوْماً وَأَنْتَ ظَالِمٌ لَهُ فَقَالَ الزُّبَيْرُ اللهُمَّ بَلَى وَلَكِنْ أُنْسِيتُ فَأَمَّا إِذَا ذَكَّرْتَنِي ذَلِكَ فَلَأَنْصَرِفَنَّ عَنْكَ وَلَوْ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لَمَا خَرَجْتُ عَلَيْكَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ مَا وَرَاءَكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ فَقَالَ الزُّبَيْرُ وَاللهِ وَرَائِي أَنِّي مَا وَقَفْتُ مَوْقِفاً فِي شِرْكٍ وَلَا إِسْلَامٍ إِلَّا وَلِي فِيهِ بَصِيرَةٌ وَأَنَا الْيَوْمَ عَلَى شَكٍّ مِنْ أَمْرِي وَمَا أَكَادُ أُبْصِرُ مَوْضِعَ قَدَمَيَّ ثُمَّ شَقَّ الصُّفُوفَ وَخَرَجَ مِنْ بَيْنِهِمْ وَنَزَلَ عَلَى قَوْمٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَامَ إِلَيْهِ عَمْرُو بْنِ جُرْمُوزٍ الْمُجَاشِعِيُّ فَقَتَلَهُ حِينَ نَامَ وَكَانَ فِي ضِيَافَتِهِ فَنَفَذَتْ دَعْوَةُ عَلِيٍّ علیهما السلام فِيهِ.
وَأَمَّا طَلْحَةُ فَجَاءَهُ سَهْمٌ وَهُوَ قَائِمٌ لِلْقِتَالِ فَقَتَلَهُ ثُمَّ الْتَحَمَ الْقِتَالُ.
وَقَالَ عَلِيٌّ علیهما السلام يَوْمَ الْجَمَلِ (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ) (٤) ثُمَّ حَلَفَ حِينَ
________________
(١) الحاسر : من لامغفر له ولا درع.
(٢) المدجج : الشاكي السلاح يقال : تدجج في سلاحة : اذا دخل فيه (منه در)
(٣) الزهو : الكبر والفخر (ه. م).