يَطُوفُ بِهِ الْهَلَاكُ مِنْ آلِ هَاشِمٍ |
|
فَهُمْ عِنْدَهُ فِي نِعْمَةٍ وَفَوَاضِلَ |
[الثمال بالكسر الغياث يقال فلان ثمال قومه أي غياث لهم يقوم بأمرهم. ]
ومنها انشقاق القمر وقصته معروفة وغير ذلك من إخباره بالمغيبات والكائنات مما هو مشهور في الكتب والسير والتواريخ لو تتبع وجمع لجاء في عدة مجاليد ولتعذر جمعه لكثرته وسعة أقطاره ومن أين وكيف يصف اللسان فضله وشرفه وهو خلاصة الوجود أنكره من أنكره وعرفه من عرفه.
فأما أخلاقه وكرمه وشجاعته وفصاحته وأمانته وذكره وشكره وعبادته وكرم عترته وشفقته وأدبه ورفقه وأناته وتجاوزه وبأسه ونجدته وعزمه وهمته وعلمه وحكمته وزهده وورعه ورضاه وصبره وفكره واعتباره وتبصره وخوفه من ربه وخشوعه وتواضعه وخضوعه وكرم آبائه وجدوده وسخاؤه وجوده وصمته وبيانه وصدق لهجته ورعايته للعهد ووفاؤه بالوعد وعدم تلونه واستمرار طريقته وإنصافه في معاملته وحسن خلقه وخلقه وجده ووقاره وضياؤه وأنواره وحياؤه ولينه وثقته ويقينه وعفوه ورحمته وصفحه وقناعته وصدق توكله ومكانته من الله تعالى التي يدل عليها مَا نَقَلْتُهُ مِنْ مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم فَاتَّبَعْتُهُ حَتَّى دَخَلَ نَخْلاً فَسَجَدَ وَأَطَالَ السُّجُودَ حَتَّى خِفْتُ أَوْ خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ تَوَفَّاهُ وَقَبَضَهُ فَجِئْتُ أَنْظُرُ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ مَا لَكَ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ قَالَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ قَالَ فَقَالَ لِي إِنَّ جَبْرَئِيلَ علیهما السلام قَالَ لِي أَلَا أُبَشِّرُكَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ لَكَ مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ وَمَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَسَجَدْتُ لِلَّهِ شُكْراً.
ومن ذلك مَا نَقَلْتُهُ مِنْ كِتَابِ الْيَوَاقِيتِ لِأَبِي عَمْرٍو الزَّاهِدِ قَالَ أَخْبَرَنِي الْعَطَّافِيُّ عَنْ رِجَالِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام عَنْ آبَائِهِ الطَّاهِرِينَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ قَالَ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ أَلَا لِيَقُمْ مَنِ اسْمُهُ مُحَمَّدٌ فَلْيَدْخُلِ الْجَنَّةَ لِكَرَامَةِ سَمِيِّهِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه وسلم فانظر إلى شرفه الذي فاق به الأوائل والأواخر مفخرا وتدبر معا في كماله التي بلغت السماء وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا وهذه صفات بلغ فيها النهاية التي أعجزت البشر واستولى