فِيهِ وَغَسَلَ قَدَمَيْهِ وَوَجْهَهُ ثُمَّ دَعَا بِفَاطِمَةَ فَأَخَذَ كَفّاً مِنْ مَاءٍ فَضَرَبَ بِهِ عَلَى رَأْسِهَا وَكَفّاً بَيْنَ يَدَيْهَا ثُمَّ رَشَّ جِلْدَهُ وَجِلْدَهَا ثُمَّ الْتَزَمَهَا فَقَالَ اللهُمَّ إِنَّهَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهَا اللهُمَّ كَمَا أُذْهِبَ عَنِّي الرِّجْسُ وَطَهَّرْتَنِي فَطَهِّرْهَا ثُمَّ دَعَا بِمِخْضَبٍ آخَرَ ثُمَّ دَعَا عَلِيّاً فَصَنَعَ بِهِ كَمَا صَنَعَ بِهَا ثُمَّ دَعَا لَهُ كَمَا دَعَا لَهَا ثُمَّ قَالَ لَهُمَا قُومَا إِلَى بَيْتِكُمَا جَمَعَ اللهُ بَيْنَكُمَا وَبَارَكَ فِي نَسْلِكُمَا وَأَصْلَحَ بَالَكُمَا ثُمَّ قَامَ فَأَغْلَقَ عَلَيْهِ بَابَهُ.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَأَخْبَرَتْنِي أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ أَنَّهَا رَمَقَتْ رَسُولَ اللهِ صلی الله علیه وسلم (١) فَلَمْ يَزَلْ يَدْعُو لَهُمَا خَاصَّةً لَا يُشْرِكُهُمَا فِي دُعَائِهِ أَحَداً حَتَّى تَوَارَى فِي حُجْرَتِهِ.
قَالَ الْخُوَارِزْمِيُّ وَأَنْبَأَنِي أَبُو الْعَلَاءِ الْحَافِظُ الْهَمْدَانِيُّ يَرْفَعُهُ إِلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ علیهما السلام قَالَ بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ إِذْ هَبَطَ عَلَيْهِ مَلَكٌ لَهُ عِشْرُونَ رَأْساً فِي كُلِّ رَأْسٍ أَلْفُ لِسَانٍ يُسَبِّحُ اللهَ وَيُقَدِّسُهُ بِلُغَةٍ لَا تُشْبِهُ الْأُخْرَى رَاحَتُهُ أَوْسَعُ مِنْ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ وَسَبْعِ أَرَضِينَ فَحَسِبَ النَّبِيُّ صلی الله علیه وسلم أَنَّهُ جَبْرَئِيلُ علیهما السلام فَقَالَ يَا جَبْرَئِيلُ لَمْ تَأْتِنِي فِي مِثْلِ هَذِهِ الصُّورَةِ قَطُّ قَالَ مَا أَنَا جَبْرَئِيلُ أَنَا صَرْصَائِيلُ بَعَثَنِي اللهُ إِلَيْكَ لِتُزَوِّجَ النُّورَ مِنَ النُّورِ فَقَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه وسلم مَنْ مِنْ مَنْ قَالَ ابْنَتَكَ فَاطِمَةَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیهما السلام فَزَوَّجَ النَّبِيُّ صلی الله علیه وسلم فَاطِمَةَ مِنْ عَلِيٍّ بِشَهَادَةِ جَبْرَئِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَصَرْصَائِيلَ قَالَ فَنَظَرَ النَّبِيُّ صلی الله علیه وسلم فَإِذَا بَيْنَ كَتِفَيْ صَرْصَائِيلَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مُقِيمُ الْحُجَّةِ فَقَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه وسلم يَا صَرْصَائِيلُ مُنْذُ كَمْ هَذَا كُتِبَ بَيْنَ كَتِفَيْكَ قَالَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ اللهُ الدُّنْيَا بِاثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ سَنَةٍ.
وَمِنْ كِتَابِ الْمَنَاقِبِ عَنْ بِلَالِ بْنِ حَمَامَةَ قَالَ طَلَعَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ وَوَجْهُهُ مُشْرِقٌ كَدَارَةِ الْقَمَرِ فَقَامَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ مَا هَذَا النُّورُ قَالَ بِشَارَةٌ أَتَتْنِي مِنْ رَبِّي فِي أَخِي وَابْنِ عَمِّي وَابْنَتِي وَأَنَّ اللهَ زَوَّجَ عَلِيّاً مِنْ فَاطِمَةَ وَأَمَرَ رِضْوَانَ خَازِنَ الْجِنَانِ فَهَزَّ شَجَرَةَ طُوبَى فَحَمَلَتْ وقاقا [رِقَاعاً] يَعْنِي صِكَاكاً (٢) بِعَدَدِ محبتي [مُحِبِّي] أَهْلِ بَيْتِي وَأَنْشَأَ مِنْ تَحْتِهَا مَلَائِكَةً مِنْ نُورٍ
________________
(١) رمقه : أطال النظر إليه.
(٢) الصك : الكتاب والجمع : صكاك.