عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ)
وَعَنْ حُبْشِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیهما السلام فَقُلْتُ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ كَيْفَ أَمْسَيْتَ قَالَ أَمْسَيْتُ مُحِبّاً لِمُحِبِّنَا وَمُبْغِضاً لِمُبْغِضِنَا وَأَمْسَى مُحِبُّنَا مُغْتَبِطاً بِرَحْمَةٍ مِنَ اللهِ كَانَ يَنْتَظِرُهَا وَأَمْسَى وَعَدُوُّنَا يُؤَسِّسُ (بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ) فَكَانَ قَدِ انْهَارَ (بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ) وَكَانَ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ قَدْ فُتِحَتْ لِأَهْلِهَا فَهَنِيئاً لِأَهْلِ الرَّحْمَةِ رَحْمَتُهُمْ وَالتَّعْسُ لِأَهْلِ النَّارِ وَالنَّارُ لَهُمْ يَا حُبْشُ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَعْلَمَ أَمُحِبٌّ هُوَ لَنَا أَمْ مُبْغِضٌ فَلْيَمْتَحِنْ قَلْبَهُ فَإِنْ كَانَ يُحِبُّ وَلِيّاً لَنَا فَلَيْسَ بِمُبْغِضٍ لَنَا وَإِنْ كَانَ يُبْغِضُ وَلِيَّنَا فَلَيْسَ بِمُحِبٍّ لَنَا إِنَّ اللهَ أَخَذَ الْمِيثَاقَ لِمُحِبِّنَا بِمَوَدَّتِنَا وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ الْحَكِيمِ اسْمَ مُبْغِضِنَا نَحْنُ النُّجَبَاءُ وَأَفْرَاطُنَا أَفْرَاطُ الْأَنْبِيَاءِ.
الأفراط السابقون إلى الماء وَفِي الْحَدِيثِ أَنَا فَرَطُكُمْ إِلَى الْحَوْضِ أي سابقكم ومنه يقال للطفل الميت اللهم اجعله لنا فرطا أي أجرا يتقدمنا.
وَعَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ تَمِيمٍ قَالَ كُنَّا مَعَ عَلِيٍّ علیهما السلام بِذِي قَارٍ (٢) وَنَحْنُ نَرَى أَنَّا سَنَتَخَطَّفُ فِي يَوْمِنَا (٣) فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ وَاللهِ لَنَظْهَرَنَّ عَلَى هَذِهِ الْفِرْقَةِ وَلَنَقْتُلَنَّ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ يَعْنِي طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ وَلَنَسْتَبِيحَنَّ عَسْكَرَهُمَا قَالَ التَّمِيمِيُّ فَأَتَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْعَبَّاسِ فَقُلْتُ أَمَا تَرَى إِلَى ابْنِ عَمِّكَ وَمَا يَقُولُ فَقَالَ لَا تَعْجَلْ حَتَّى تَنْظُرَ مَا يَكُونُ فَلَمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ الْبَصْرَةِ مَا كَانَ أَتَيْتُهُ فَقُلْتُ لَا أَرَى ابْنَ عَمِّكَ إِلَّا قَدْ صَدَقَ فَقَالَ وَيْحَكَ إِنَّا كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَصْحَابَ النَّبِيِّ علیهما السلام أَنَّ النَّبِيَّ صلی الله علیه وسلم عَهِدَ إِلَيْهِ ثَمَانِينَ عَهْداً لَمْ يَعْهَدْ شَيْئاً مِنْهَا إِلَى أَحَدٍ غَيْرِهِ فَلَعَلَّ هَذَا مِمَّا عَهِدَ إِلَيْهِ
________________
(١) اغتبط : كان في مسرة وحسن حال.
(٢) ذوقار : موضع قريب البصرة خطب به عليّ عليه السلام وفي حديث ابن عبّاس قال : دخلت على أمير المؤمنين بذى قار وهو يخصف نعلا فقال لي : ما قيمة هذا النعل؟ فقلت لا قيمة لها ؛ قال : واللّه لهى أحبّ إلى من أمرتكم الا ان أقيم حقا أو ادفع باطلا.
(٣) تخطف الشيء : استلبه.