الْوِلَادَةِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ إِلَّا مَنْ طَابَ مَوْلِدُهُ.
عَنْ ثَابِتٍ مَوْلَى أَبِي ذَرٍّ رَحِمَهُ اللهُ قَالَ شَهِدْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیهما السلام يَوْمَ الْجَمَلِ فَلَمَّا رَأَيْتُ عَائِشَةَ وَاقِفَةً دَخَلَنِي مِنَ الشَّكِّ بَعْضُ مَا يَدْخُلُ النَّاسَ فَلَمَّا زَالَتِ الشَّمْسُ كَشَفَ اللهُ ذَلِكَ عَنِّي فَقَاتَلْتُ مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیهما السلام ثُمَّ أَتَيْتُ بَعْدَ ذَلِكَ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلی الله علیه وسلم وَرَضِيَ عَنْهَا فَقَصَصْتُ عَلَيْهَا قِصَّتِي فَقَالَتْ كَيْفَ صَنَعْتَ حَيْثُ طَارَتِ الْقُلُوبُ مَطَائِرَهَا قَالَ قُلْتُ إِلَى أَحْسَنِ ذَلِكَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَشَفَ اللهُ ذَلِكَ عَنِّي عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ فَقَاتَلْتُ مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علیهما السلام قِتَالاً شَدِيداً فَقَالَتْ أَحْسَنْتَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلی الله علیه وسلم يَقُولُ ـ عَلِيٌّ مَعَ الْقُرْآنِ وَالْقُرْآنُ مَعَهُ لَا يَفْتَرِقَانِ حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ.
وَعَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وسلم قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ وَحَدَّثَنِيهِ سِنَانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ أَنَّ هِنْدَ بْنَ هِنْدِ بْنِ أَبِي هَالَةَ الْأُسَيْدِيَّ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ هِنْدِ بْنِ أَبِي هَالَةَ رَبِيبِ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وسلم وَأُمُّهُ خَدِيجَةُ زَوْجُ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وسلم وَأُخْتُهُ لِأُمِّهِ فَاطِمَةُ صلی الله علیه وسلم قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ وَكَانَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ هِنْدُ بْنُ أَبِي هَالَةَ وَأَبُو رَافِعٍ وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ يُحَدِّثُونَ عَنْ هِجْرَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیهما السلام إِلَى رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وسلم بِالْمَدِينَةِ وَمَبِيتِهِ مِنْ قَبْلِ ذَلِكَ عَلَى فِرَاشِهِ.
قَالَ وَصَدْرُ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ هِنْدِ بْنِ أَبِي هَالَةَ وَاقْتِصَاصُهُ عَنِ الثَّلَاثَةِ وَقَدْ دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي بَعْضٍ قَالُوا كَانَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِمَّا يَمْنَعُ نَبِيَّهُ صلی الله علیه وسلم بِعَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ فَمَا كَانَ يَخْلُصُ إِلَيْهِ مِنْ قَوْمِهِ أَمْرٌ يَسُوؤُهُ مُدَّةَ حَيَاتِهِ فَلَمَّا مَاتَ أَبُو طَالِبٍ نَالَتْ قُرَيْشٌ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وسلم بَغِيَّتَهَا وَأَصَابَتْهُ بِعَظِيمٍ مِنْ أَذًى حَتَّى تَرَكَتْهُ لَقًى (١) فَقَالَ صلی الله علیه وسلم مَا أَسْرَعَ مَا وَجَدْنَا فَقْدَكَ يَا عَمِّ وَصَلَتْكَ رَحِمٌ وَجُزِيتَ خَيْراً يَا عَمِّ ثُمَّ مَاتَتْ خَدِيجَةُ بَعْدَ أَبِي طَالِبٍ بِشَهْرٍ وَاجْتَمَعَ بِذَلِكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ حُزْنَانِ حَتَّى عُرِفَ ذَلِكَ فِيهِ.
قُلْتُ وَسُمِّيَ تِلْكَ السَّنَةُ عَامَ الْحُزْنِ.
________________
(١) اللقى : سيأتي معناه في كلام المصنّف (ره) وكذا شرح غيره من معضلات الحديث مما لم أفسره في الذيل.