فِي وَجْهِهِ فَقَالَ علیهما السلام صَوَائِحُ تَتْبَعُهَا نَوَائِحُ وَقِيلَ صَوَارِخُ فَقَالَ ابْنُهُ الْحَسَنُ علیهما السلام مَا هَذِهِ الطِّيَرَةُ فَقَالَ يَا بُنَيَّ لَمْ أَتَطَيَّرْ وَلَكِنْ قَلْبِي يَشْهَدُ أَنِّي مَقْتُولٌ وَقَالَ إِنَّهُ ضَرَبَهُ وَقَدِ اسْتَفْتَحَ وَقَرَأَ وَسَجَدَ سَجْدَةً فَضَرَبَهُ عَلَى رَأْسِهِ فَوَقَعَتِ الضَّرْبَةُ عَلَى ضَرْبَةِ عَمْرِو بْنِ وُدٍّ ـ يَوْمَ الْخَنْدَقِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وسلم قَالَ ابْنُ طَلْحَةَ فَلَمَّا مَاتَ علیهما السلام غَسَّلَهُ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَمُحَمَّدٌ يَصُبُّ الْمَاءَ ثُمَّ كُفِّنَ وَحُنِّطَ وَحُمِلَ وَدُفِنَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ بِالْغَرِيِّ وَقِيلَ بَيْنَ مَنْزِلِهِ وَالْجَامِعِ الْأَعْظَمِ وَاللهُ أَعْلَمُ.
قَالَ وَإِذَا كَانَتْ مُدَّةُ عُمُرِهِ علیهما السلام خَمْساً وَسِتِّينَ سَنَةً عَلَى مَا ظَهَرَ فَاعْلَمْ مَنَحَكَ اللهُ بِأَلْطَافِ تَأْيِيدِهِ أَنَّهُ علیهما السلام كَانَ بِمَكَّةَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وسلم مِنْ أَوَّلِ عُمُرِهِ خَمْساً وَعِشْرِينَ سَنَةً فَمِنْهَا بَعْدَ الْمَبْعَثِ وَالنُّبُوَّةِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً وَقَبْلَهَا اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً ثُمَّ هَاجَرَ وَأَقَامَ مَعَ النَّبِيِّ صلی الله علیه وسلم بِالْمَدِينَةِ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ عَشَرَ سِنِينَ ثُمَّ بَقِيَ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ إِلَى أَنْ قُتِلَ ثَلَاثِينَ سَنَةً فَذَلِكَ خَمْسٌ وَسِتُّونَ سَنَةً آخِرُ كَلَامِهِ».
وَقَالَ الشَّيْخُ الْمُفِيدُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَرِيباً مِمَّا ذَكَرَهُ ابْنُ طَلْحَةَ رَحِمَهُ اللهُ وَالْخُوَارِزْمِيُّ وَزَادَ عَلَى مَا أَوْرَدَهُ أَنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ أَلْقَوْا إِلَى الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ مَا فِي نُفُوسِهِمْ
________________
(١) أشعث بن قيس الكندي قد عده الشيخ من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ثم عده من أصحاب عليّ عليه السلام وقال : ثم صار خارجيا ملعونا ، وعن الكشّيّ بسنده عن بعض أصحابنا ان رجلين من ولد الأشعث بن قيس استأذنا على أبي عبد اللّه عليه السلام فلم يأذن لهما ، فقلت : ان لهما ميلا ومودة لكم؟ فقال : ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله لعن أقواما فجرى اللعن فيهم وفي أعقابهم إلى يوم القيمة ، وحديث بيعته وعمرو بن حريث وجماعة مع الضب في خارج الكوفة وتسميته أمير المؤمنين استهزاء واخبار عليّ عليه السلام بهذه القضية معروف مشهور في الاخبار وقال في تنقيح المقال : ويكفى في خبث هذا الخبيث نهى أمير المؤمنين (علیهما السلام) عن الصلاة في المسجد الذي بناه بل عده الباقر (علیهما السلام) من المساجد الملعونة وذكر الخبر في ترجمة شبث بن ربعي ثمّ قال : ومات بعد مقتل عليّ عليه السلام بأربعين ليلة ودفن بكوفة : وقيل غير ذلك «انتهى» أقول : وكان الرجل ذا ثروة ومنعة في قبيلة كندة وله صولة وشجاعة وكان ممن خرج مع عليّ عليه السلام إلى صفّين لقتال معاوية وقصة *