يعني ما وهب لهم من النبوة والملك العظيم فقد كان يحرس داود في كل ليلة ثلاثون ألفا وألان الله له الحديد ورزقه حسن الصوت بالقراءة وآتاه (الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ) قيل فصل الخطاب كلمة أما بعد (١) والجبال يسبحن معه والطير وأعطى سليمان ملكا لا ينبغي لأحد من بعده وسخرت له الريح والجن وعلم منطق الطير
فصل
في ذكر ما ورد فيما قدمناه من الآثار عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى عَنْ آبَائِهِ علیهما السلام عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه وسلم إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ لَا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ وَأُمِرْنَا بِإِسْبَاغِ الْوُضُوءِ وَلَا نُنْزِي حِمَاراً عَلَى عَتِيقَةٍ (٢) وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم مَنْ أَبْغَضَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ فَهُوَ مُنَافِقٌ حَدَّثَ الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ عَمِّي مُجَمِّعٌ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَسَأَلْتُهَا عَنْ مَسِيرِهَا يَوْمَ الْجَمَلِ فَقَالَتْ كَانَ قَدَراً مِنَ اللهِ فَسَأَلْتُهَا عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیهما السلام فَقَالَتْ تَسْأَلُنِي عَنْ أَحَبِّ النَّاسِ كَانَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وسلم وَزَوْجِ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ أَجْمَعِينَ لَقَدْ رَأَيْتُ عَلِيّاً وَحَسَناً وَحُسَيْناً وَجَمَعَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم عَلَيْهِمْ ثَوْبَهُ فَقَالَ اللهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي أَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيراً فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ أَنَا مِنْ أَهْلِكَ فَقَالَ تَنَحَّيْ وَإِنَّكِ عَلَى خَيْرٍ ففي هذا الحديث وحديث أم سلمة بيان الآل والأهل
________________
(١) وقيل انه «البينة على الطالب واليمين على المطلوب ، وقيل الغهم في الحكومات والفصل في الخصومات وقيل غير ذلك.
(٢) قال الجزري في النهاية وفي حديث على : امرنا ان لا ننزى الحمر على الخيل اى نحملها عليها للنسل والعتيقة مؤنث العتيق : الفرس الرائع وحكى عن الخطابي انه قال يشبه ان يكون المعنى فيه والله اعلم : ان الحمر اذا حملت على الخيل قل عددها وانقطع ناؤها وتعطلت منافعها والخيل يحتاج اليها للركوب والركض والطلب والجهاد واحراز الغنائم ولحمها مأكول وغير ذلك من المنافع ، وليس شيء من هذه فاحب ان يكثر نسلها ليكثر الانتفاع بها.