انْطَلَقْتُ حَتَّى جِئْنَا إِلَى سُوقِ بَنِي قَيْنُقَاعَ فَمَا كَلَّمَنِي فَطَافَ فَنَظَرَ ثُمَّ رَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ فَجَلَسَ فِي الْمَسْجِدِ فَاحْتَبَى (١) ثُمَّ قَالَ ادْعُ لِي لُكَعُ فَأَتَى حَسَنٌ يَشْتَدُّ حَتَّى وَقَعَ فِي حَجْرِهِ فَجَعَلَ يُدْخِلُ يَدَهُ فِي لِحْيَةِ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وسلم وَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ يَفْتَحُ فَمَهُ وَيُدْخِلُ فَمَهُ فِي فَمِهِ وَيَقُولُ اللهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ وَأُحِبُّ مَنْ يُحِبُّهُ ثَلَاثاً.
وَرَوَى بِسَنَدِهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ أَلَا أُعَلِّمُكَ عُوذَةً كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِبْرَاهِيمُ ابْنَيْهِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَأَنَا أَعُوذُ بِهَا ابْنَيَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ قُلْ كَفَى بِسَمْعِ اللهِ وَاعِياً لِمَنْ دَعَا وَلَا مَرْمِيَّ وَرَاءَ أَمْرِ اللهِ لِرَامٍ رَمَى.
وَرُوِيَ عَنِ الدُّولَابِيِّ مَرْفُوعاً إِلَى جُبَيْرِ بْنِ هَبِيرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ علیهما السلام كَانَتْ جَمَاجِمُ الْعَرَبِ (٢) بِيَدِي يُسَالِمُونَ مَنْ سَالَمْتُ وَيُحَارِبُونَ مَنْ حَارَبْتُ فَتَرَكْتُهَا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ وَحَقْنَ دِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ.
وَرُوِيَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلی الله علیه وسلم أَبْصَرَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ مُقْبِلاً فَقَالَ اللهُمَّ سَلِّمْهُ وَسَلِّمْ مِنْهُ.
وَرُوِيَ مَرْفُوعاً إِلَى أُمِّ الْفَضْلِ قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ رَأَيْتُ كَأَنَّ عُضْواً مِنْ أَعْضَائِكَ فِي بَيْتِي قَالَ خَيْراً رَأَيْتَ تَلِدُ ابْنَتِي فَاطِمَةُ غُلَاماً تُرْضِعِينَهُ بِلَبَنِ قُثَمَ فَوَلَدَتِ الْحَسَنَ فَأَرْضَعَتْهُ بِلَبَنِ قُثَمَ.
وَرُوِيَ مَرْفُوعاً إِلَى إِسْحَاقَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْهَاشِمِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كُنَّا عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونَ الرَّشِيدِ فَتَذَاكَرُوا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونُ تَزْعُمُ الْعَوَامُّ أَنِّي أُبْغِضُ عَلِيّاً وَوُلْدَهُ حَسَناً وَحُسَيْناً وَلَا وَاللهِ مَا ذَلِكَ كَمَا يَظُنُّونَ وَلَكِنَّ وُلْدَهُ هَؤُلَاءِ طَالَبْنَا بِدَمِ الْحُسَيْنِ مَعَهُمْ فِي السَّهْلِ وَالْجَبَلِ حَتَّى قَتَلْنَا قَتَلَتَهُ ثُمَ
________________
(١) احتبى بالثوب : اشتمل به.
(٢) جمع الجمجمة.
(٣) بضم القاف وفتح الثاء المثلثة كما في التقريب وهو ابن عبّاس عبد المطلب.
ذكر ابن حجر في التهذيب أيضا انه كان أخا الحسين بن عليّ عليه السلام من الرضاعة.