عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلی الله علیه وسلم يَقُولُ كُلِّ قَوْمٍ فَعَصَبَتُهُمْ لِأَبِيهِمْ إِلَّا أَوْلَادُ فَاطِمَةَ فَإِنِّي أَنَا عَصَبَتُهُمْ وَأَنَا أَبُوهُمْ نرجع إلى كلام كمال الدين وأما ذوو القربى فمستنده مَا رَوَاهُ الْإِمَامُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاحِدِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ يَرْفَعُهُ بِسَنَدِهِ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رض قَالَ لَمَّا نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) قَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَمَرَنَا اللهُ بِمَوَدَّتِهِمْ قَالَ عَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ وَابْنَاهُمَا
في ذكر الإمامة وكونهم خصوا بها وكون عددهم
منحصرا في اثني عشر إماما
قال ابن طلحة وألخص أنا كلامه على عادتي أما ثبوت الإمامة لكل واحد منهم فإنه حصل ذلك بالنص من علي لابنه الحسن علیهما السلام ومنه لأخيه الحسين ومنه لابنه علي علیهما السلام وهلم جرا إلى الخلف الحجة علیهما السلام كما سيأتي.
وأما انحصارهم في هذا العدد المخصوص فقد قال العلماء فمنهم من طول فأفرط إفراط المليم ومنهم من قلل فقصر فزال عن السنن القويم وكل واحد من ذوي الإفراط والتفريط قد اعتلق بطرف ذميم والهداية إلى الطريقة الوسطى حسنة ولا يلقاها (إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) وها أنا ذاكر في ذلك ما أظنه أحسن نتائج الفطن وأعده من محاسن الأفكار الجارية لاستخراج جواهر الخواطر في سنن السنن والأقدار وإن كانت فاطمة كثيرة من الفطن عن إدراك الحكم في السر والعلن فإنها والدة لقرائح أهل التوفيق والتأييد ومن نتاجها كل حسين وحسن وتلخيص ذلك من وجوه.
الوجه الأول ذكر فيه شيئا مما يتعلق بالحروف والعدد فقال إن الإيمان والإسلام مبني على كلمتي لا إله إلا الله محمد رسول الله وكل واحد من هذين الأصلين اثنا عشر حرفا والإمامة فرع الإيمان فيجب أن يكون القائم بها اثني عشر إماما.
الوجه الثاني أن الله أنزل في كتابه العزيز (وَلَقَدْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ
________________
(١) الشورى : ٢٣.