كَانَتْ جَمَاجِمُ الْعَرَبِ بِيَدِي يُسَالِمُونَ مَنْ سَالَمْتُ وَيُحَارِبُونَ مَنْ حَارَبْتُ فَتَرَكْتُهَا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ وَحَقْنَ دِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ.
وَعَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه وسلم وَرَأَى الْحَسَنَ مُقْبِلاً فَقَالَ اللهُمَّ سَلِّمْهُ وَسَلِّمْ مِنْهُ.
وَقَالَتْ أُمُّ الْفَضْلِ يَا رَسُولَ اللهِ رَأَيْتُ كَأَنَّ عُضْواً مِنْ أَعْضَائِكَ فِي بَيْتِي قَالَ خَيْراً رَأَيْتِ تَلِدُ فَاطِمَةُ غُلَاماً تُرْضِعِينَهُ بِلَبَنِ قُثَمَ فَوَلَدَتِ الْحَسَنَ فَأَرْضَعَتْهُ بِلَبَنِ قُثَمَ.
قَالَ وَخَطَبَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ علیهما السلام النَّاسَ حِينَ قُتِلَ عَلِيٌّ علیهما السلام فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ لَقَدْ قُبِضَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ رَجُلٌ لَمْ يَسْبِقْهُ الْأَوَّلُونَ وَلَا يُدْرِكُهُ الْآخِرُونَ وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم يُعْطِيهِ رَايَتَهُ وَيُقَاتِلُ جَبْرَئِيلُ عَنْ يَمِينِهِ وَمِيكَائِيلُ عَنْ شِمَالِهِ فَمَا يَرْجِعُ حَتَّى يَفْتَحَ اللهُ عَلَيْهِ وَمَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ صَفْرَاءَ وَلَا بَيْضَاءَ إِلَّا سَبْعَمِائَةِ دِرْهَمٍ فَضَلَتْ مِنْ عَطَائِهِ أَرَادَ أَنْ يَبْتَاعَ بِهَا خَادِماً لِأَهْلِهِ ثُمَّ قَالَ أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ عَرَفَنِي فَقَدْ عَرَفَنِي وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْنِي فَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ وَأَنَا ابْنُ الْوَصِيِّ وَأَنَا ابْنُ الْبَشِيرِ وَأَنَا ابْنُ النَّذِيرِ وَأَنَا ابْنُ الدَّاعِي إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَأَنَا ابْنُ السِّرَاجِ الْمُنِيرِ وَمِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ الَّذِي كَانَ جَبْرَئِيلُ يَنْزِلُ فِيهِ وَيَصْعَدُ مِنْ عِنْدِنَا وَأَنَا مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ الَّذِينَ أَذْهَبَ اللهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً وَأَنَا مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ الَّذِينَ افْتَرَضَ اللهُ مَوَدَّتَهُمْ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فَقَالَ لِنَبِيِّهِ (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً) فَاقْتِرَافُ الْحَسَنَةِ مَحَبَّتُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ.
وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وسلم إِذْ أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَبْكِي فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صلی الله علیه وسلم مَا يُبْكِيكِ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ خَرَجَا فَوَ اللهِ مَا أَدْرِي أَيْنَ سَلَكَا فَقَالَ النَّبِيُّ صلی الله علیه وسلم لَا تَبْكِينَ فِدَاكِ أَبُوكِ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَهُمَا وَهُوَ أَرْحَمُ بِهِمَا اللهُمَّ إِنْ كَانَا قَدْ أُخِذَا فِي بَرٍّ فَاحْفَظْهُمَا وَإِنْ كَانَا قَدْ أَخَذَا فِي بَحْرٍ فَسَلِّمْهُمَا فَهَبَطَ جَبْرَئِيلُ علیهما السلام فَقَالَ يَا أَحْمَدُ لَا تَغْتَمَّ وَلَا تَحْزَنْ هُمَا فَاضِلَانِ فِي الدُّنْيَا فَاضِلَانِ فِي الْآخِرَةِ وَأَبُوهُمَا خَيْرٌ مِنْهُمَا وَهُمَا فِي حَظِيرَةِ بَنِي النَّجَّارِ نَائِمَيْنِ وَقَدْ وَكَّلَ اللهُ بِهِمَا مَلَكاً يَحْفَظُهُمَا.