الصلح من آثار الأخبار النبوية ومعدودا من معجزاته صلی الله علیه وسلم انتهى كلام ابن طلحة رحمهالله تعالى.
قلت يجب أن تكتفي أيدك الله بما عرفتك به من أن الحسن علیهما السلام إنما صالح معاوية لما علمه من تواكل أصحابه وتخاذلهم وميلهم إلى معاوية ومواصلتهم إياه بكتبهم ورسائلهم ورغبتهم عن حقه وصغوهم إلى أهل الشام وباطلهم فخذلوه كما خذلوا أباه من قبله فقبحا لخاذلهم وفعلهم بأخيه من بعده دال على فساد عقائدهم وقبح فعائلهم فمتى أمعنت النظر وجدت أواخرهم قد انتهجوا سبيل أوائلهم وهمجهم قد نسجوا على منوال أماثلهم
بأسياف ذاك البغي أول سلها |
|
أصيب علي لا بسيف ابن ملجم |
ولهم جميعا يوم يظهر فيه ما كانوا يكتمون ويجازون فيه بما كانوا يعملون (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) ..
وَقَالَ علیهما السلام التَّبَرُّعُ بِالْمَعْرُوفِ وَالْإِعْطَاءُ قَبْلَ السُّؤَالِ مِنْ أَكْبَرِ السُّؤْدُدِ.
وَسُئِلَ عَنِ الْبُخْلِ فَقَالَ هُوَ أَنْ يَرَى الرَّجُلُ مَا أَنْفَقَهُ تَلَفاً وَمَا أَمْسَكَهُ شَرَفاً. لو أراد علیهما السلام الصناعة لقال سرفا وشرفا لكنهم علیهما السلام بريئون من التكلف منزهون عن التصنع تقطر الفصاحة من أعطافهم وتؤخذ البلاغة من ألفاظهم فهم فرسان الجلاد والجدال وليوث الحروب وغيوث النزال.
أذكر هنا ما نقله من كتاب حلية الأولياء ـ للحافظ أبي نعيم ره قال فأما السيد المحبب والحليم المقرب الحسن بن علي علیهما السلام فله في معاني المتصوفة الكلام المشرق المرتب والمقام المونق المهذب وقد قيل إن التصوف تنوير البيان وتطهير الأكنان.
وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صلی الله علیه وسلم يُصَلِّي بِنَا فَيَجِيءُ الْحَسَنُ وَهُوَ سَاجِدٌ صَبِيٌّ صَغِيرٌ حَتَّى يَصِيرَ عَلَى ظَهْرِهِ أَوْ رَقَبَتِهِ فَيَرْفَعُهُ رَفْعاً رَفِيقاً فَلَمَّا صَلَّى صَلَاتَهُ قَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّكَ تَصْنَعُ بِهَذَا الصَّبِيِّ شَيْئاً لَا تَصْنَعُهُ بِأَحَدٍ فَقَالَ هَذَا رَيْحَانَتِي وَإِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَعَسَى اللهُ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ