الهوى.
وَبِقَوْلِهِ صلی الله علیه وسلم حِينَ تَوَجَّهَ إِلَى تَبُوكَ أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي (١) وَهَذَا أَيْضاً مِنَ الصِّحَاحِ وَقَدْ أَوْرَدَهُ الْجَمَاعَةُ وَنَقَلْتُهُ مِنْ مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ مِنْ عِدَّةِ طُرُقٍ فثبتت له وزارته صلی الله علیه وسلم والقيام بكل ما كان هارون يقوم به ولم يستثن عليه إلا النبوة كما أخبر الله تعالى (وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) (٢) وقال في استخلافه له (اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ) (٣) فثبتت له خلافته بمحكم التنزيل فجعل له النبي صلی الله علیه وسلم كل ما لهارون علیهما السلام عدا النبوة وجعل [حصل] له استخلافه وشد أزره وشركته في أمره وقيامه بنصره وأمثال هذا كثير يرد في مواضعه من هذا الكتاب بحول الله وقوته.
فكانت إمامته بعد النبي صلی الله علیه وسلم ثلاثين سنة منها أربع وعشرون سنة وأشهر ممنوعا من التصرف آخذا بالتقية والمداراة محلا عن مورد الخلافة قليل الأنصار
________________
(١) قال ابن الجر في تذهيب التهذيب في ترجمة علي (علیهما السلام) ما لفطه : وقد اجمعوا أنه اول من صلى القبلتين وهاجرو شهد بدراً واحداً وساير المشاهد وانه ابلى ببدر وأحم والخندق وخيبر البلاء العظيم وكان لواء رسول الله (صلی الله علیه وسلم) بيده في مواطن كثيرة ولم يختلف الافى تبوك خلفه رسول الله (صلی الله علیه وسلم) على المدينة وقال له: انت منى بمنزلة هارون من موسى الا انه لانبي بعدى (تهذيب التهذيب ج ٧ صلی الله علیه وسلم ٣٣٦ ط حيدر آبادلدكن) وذكر مثله ابن الاثير قال فى ترجمته (علیهما السلام) في اسدالغابة : واجمع اهل التاريخ على انه شهد بدراً وغيرها من المشاهد وانه لم يشهد غزوة تبوك لا غير لان رسول الله (صلی الله علیه وسلم) خلفه على اهله وذكر في حديث آخران عليا (علیهما السلام) قال : يا رسول الله تخلفني مع النساء والصبيان؟ فقال رسول الله (صلی الله علیه وسلم) : اما ترضى ان تكون منى بمنزلة هارون من موسى لاانه لا نبوة بعدى [اسد الغابة ج ٤ صلی الله علیه وسلم ١٩ و ٢٦] وسيأتيى في كلام المؤلف «ره» ايضا بعض الاحاديث في ذلك.
(٢) طه : ٣٠.
(٣) الاعراف : ١٤٢.