قال الخوارزمي هذا الحديث إن صح فتأويله أنه صلى مع النبي صلی الله علیه وسلم قبل جماعة تأخر إسلامهم لا أنه صلى سبع سنين قبل عبد الرحمن بن عوف وعثمان وسعد بن أبي وقاص وطلحة والزبير فإن المدة بين إسلام هؤلاء وإسلام علي علیهما السلام لا تمتد إلى هذه الغاية عند أصحاب السير والتواريخ كلهم.
وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عُرْوَةَ قَالَ أَسْلَمَ عَلِيٌّ علیهما السلام وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِ سِنِينَ.
ولبعض أهل الكوفة في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیهما السلام في أيام صفين :
أنت الإمام الذي نرجو بطاعته |
|
يوم النشور من الرحمن غفرانا |
أوضحت من ديننا ما كان ملتبسا |
|
جزاك ربك عنا فيه إحسانا |
نفسي فداء لخير الناس كلهم |
|
بعد النبي علي الخير مولانا |
أخي النبي ومولى المؤمنين معا |
|
وأول الناس تصديقا وإيمانا. |
ونقلت من أحاديث نقلها صديقنا عز الدين عبد الرزاق بن رزق الله بن أبي بكر المحدث الحنبلي الرسعني (١) الأصل الموصلي المنشأ وكان رجلا فاضلا أديبا حسن المعاشرة حلو الحديث فصيح العبارة اجتمعت به في الموصل وتجارينا في أحاديث فقلت له يا عز الدين أريد أن أسألك عن شيء وتنصفني فقال نعم فقلت هل يجوز أن تلزمونا معشر الشيعة بما في صحاحكم ومن رجالها عمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان وعمران بن حطان وكان من الخوارج (٢) فقال لا والله وكان منصفا ره وقتل في سنة أخذ الموصل وهي سنة ستين وستمائة.
عَنْ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلی الله علیه وسلم قَالَ لِعَلِيٍّ إِنَّكَ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ مَعِي إِيمَاناً وَأَعْلَمُهُمْ بِآيَاتِ اللهِ أَوْفَاهُمْ بِعَهْدِ اللهِ وَأَرْأَفُهُمْ بِالرَّعِيَّةِ وَأَقْسَمُهُمْ بِالسَّوِيَّةِ وَأَعْظَمُهُمْ عِنْدَ اللهِ مَزِيَّةً وَمِمَّا خَرَّجَهُ الْمَذْكُورُ مِنْ مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ مِنْ حَدِيثِ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلی الله علیه وسلم
________________
(١) بفتح المهملة وسكون السين وفتح المهملة الثالثة ثم النون نسبة الى مدينة رأس عين ديار بكر بخرج منها ماه دجلة (عن شرح المواهب ج ٧ صلی الله علیه وسلم ١٤)
(٢) ونقل ابن حجر في تهذيب التهذيبفي ذمه كلمات القوم فراجح ج ٨ صلی الله علیه وسلم ١٢٧ من ذلك الكتاب.