ليالي يعدين الوصال على القلى |
|
ويعدي تدانينا على الغربات (١) |
وإذ هن يلحظن العيون سوافرا |
|
ويسترن بالأيدي على الوجنات (٢) |
وإذ كل يوم لي بلحظي نشوة |
|
يبيت بها قلبي على نشوات (٣) |
فكم حسرات هاجها بمحسر |
|
وقوفي يوم الجمع من عرفات (٤) |
ألم تر للأيام ما جر جورها |
|
على الناس من نقص وطول شتات (٥) |
ومن دول المستهزءين ومن غدا (٦) |
|
بهم طالبا للنور في الظلمات |
فكيف ومن أنى بطالب زلفة |
|
إلى الله بعد الصوم والصلوات |
سوى حب أبناء النبي ورهطه |
|
وبغض بني الزرقاء والعبلات (٧) |
وهند وما أدت سمية وابنها |
|
أولو الكفر في الإسلام والفجرات |
هم نقضوا عهد الكتاب وفرضه |
|
ومحكمه بالزور والشبهات |
ولم تك إلا محنة كشفتهم |
|
بدعوى ضلال من هن وهنات |
تراث بلا قربى وملك بلا هدى |
|
وحكم بلا شورى بغير هدات |
رزايا أرتنا خضرة الأفق حمرة |
|
وردت أجاجا طعم كل فرات (٨) |
__________________
(١) قوله ليالي اي اذكر ليالي. وأعداه عليه : اعانه. والقلى : البغض اي ينصرن الوصال على الهجران ويعدى تدانينا اي يعدينا تدانينا وقربنا.
(٢) الوجنة : ما ارتفع من الخدين.
(٣) النشوة : السكر
(٤) محسر : واد بمكّة. وهو حدّ منى إلى جهة عرفة.
(٥) قوله «ما جر» من الجريرة وهي الجناية. والشتات. التفرق.
(٦) غدا بمعنى صار والمراد بنو أميّة.
(٧) المراد من بنى الزرقاء بنو مروان فان أمه كانت زرقاء زانية. والعبلات جمع العبلة : اسم أميّة الصغرى.
(٨) الأجاج! المالح. والفرات : العذب.