الظلم وأوضح بك البهم (١) وجعلك آية من آيات ملكه وعلامة مع علامات سلطانه فامتهنك بالزيادة والنقصان (٢) والطلوع والأفول والإنارة والخسوف (٣) سبحانه ما ألطف ما دبر في أمرك وأحسن ما صنع في شأنك (٤) جعلك الله هلال شهر حادث لأمر الحادث جعلك الله هلال بركة لا تمحقها الأيام وطهارة لا تدنسها الآثام هلال أمن من الآفات وسلامة من السيئات اللهم اجعلنا من أرضى من طلع عليه وأزكى من نظر إليه ووفقنا فيه للتوبة وأعصمنا فيه بالمنة إنك أنت المنان بالجزيل آمين رب العالمين قال ثم تدعو بما شئت.
وعن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال كان علي بن الحسين ع إذا تلا هذه الآية (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) يقول اللهم ادفعني في أعلى درجات هذه الندبة وأعني بعزم الإرادة وهبني حسن المستعقب من نفسي وخذني منها حتى تتجرد خواطر الدنيا عن قلبي من برد خشيتي منك وارزقني قلبا ولسانا يتجاريان في ذم الدنيا وحسن التجافي منها حتى لا أقول إلا صدقت وأرني مصاديق إجابتك بحسن توفيقك حتى أكون في كل حال حيث أردت
فقد قرعت بي باب فضلك فاقة |
|
بحد سنان نال قلبي فتوقها |
__________________
(١) البهم جمع البهم : الأسود يقال ليل بهيم : لا ضوء فيه إلى الصباح.
(٢) امتهنه : استعمله للمهنة اي الحذق بالخدمة والعمل. وفي الصحيفة الكاملة «وامتهنك».
(٣) وفي الصحيفة الكاملة «والكسوف» ويطلق الكسف على القمر أيضا كما يطلق على الشمس لكن الخسف في القمر أحسن ووجه اطلاق الكسوف والخسوف على كل من الشمس والقمر فلاشتراك اللفظين في معنى ذهاب نورهما واظلامهما.
(٤) وفي الصحيفة الكاملة «وألطف ما صنع في شأنك».
(٥) التوبة : ١١٩.