الجديدة التى ستبنى بعد تغيير المجرى من أساسه ، وستدخل المسجد الحرام وتخرب جدرانه ؛ لهذا يجب شراء منازل كثيرة أخرى وهدمها حتى ترسى أسس جدران مجرى السيل الجديد ، وهذا يقتضى مصروفات باهظة ونفقات لا تعد ولا تحصى.
وأرادوا أن يعلقوا رغبة المهدى إلى المستحيل بمثل هذه المغالطات الفكرية.
إلا أن (المهدى) أصر على رأيه وأكده قائلا : «إن التفكير فى النفقات من شأنى أنا وعليكم أن تبادروا من الآن أن تقوموا بعمل ما بينت لكم فقوموا بتقدير مساحة الموضع ووفقا للخريطة التى سترسمونها» وقد رأى القائمون بالبناء أن الخليفة لا ينثنى عن رأيه ، فوجدوا أنفسهم مضطرين للقيام بالقياس ، فركزوا الأعمدة فى المواضع التى ينبغى تركيزها فيها ومدوا الحبال.
وعينوا مقدار توسيع الحرم الشريف ، ثم قدموا كل ما قيدوه فى مضابطهم مع الخريطة التى رسموها للموقع إلى الخليفة ، ثم صعد الخليفة فوق جبل أبى قبيس ورأى أن أبنية الكعبة المعظمة قد توسطت الأعمدة التى ركزت وحددت بالحبال ، أى أن الكعبة أصبحت فى وسط المسجد الحرام كما رأى عدد البيوت التى ستشترى وتهدم ، ثم أمرهم بأن يبادروا فى تجديد الجدار بموجب خطه فى الخريطة ، ثم عاد.
وبناء على هذا جلب العدد الكافى من العمال وشرعوا فى شراء المنازل التى توجد فى الأماكن التى يلزم ضمها وإلحاقها بالمسجد الحرام ، وهدمت تلك المنازل ، وهكذا وسعوا المسجد الشريف من باب (هاشم) إلى باب (أم هانئ) وبهذا أصبحت الفاصلة بين الكعبة المعظمة والجدار الجنوبى لحرم المسجد الحرام (١٢٧) قدم وست بوصات.
قد تمت هذه العمارة فى ظرف أربع سنوات كاملة ، وكان فى ضمن البيوت التى اشتريت (دار أرزق) ودار (خيرة بنت سالم الخزاعى) وبيت (جبير بن