واختلف العلماء فى تحديد مكان الحطيم بالنسبة للمسجد الحرام ، وبناء على بعض الأقوال أن الحطيم فى داخل الجدار الذى سبق تعريفه ، وباتصال جدار البيت الأعظم الشمالى أى لحجر إسماعيل ، ويطلق على المكان الذى يقع بين ركن الحجر الأسود وبئر زمزم ومقام إبراهيم ، وعند البعض يطلق على الفراغ الذى بين باب بيت الله ومقام إبراهيم ، وفى قول يطلق على الميدان الذى يمتد فى ركن الحجر الأسود إلى حدود مقام إبراهيم ، وبما أن القول الأخير يبدو أقوى من الأقوال الأخرى فالناس يجتمعون فى هذا الميدان للتضرع والدعاء والمناجاة ، وكان أهل الجاهلية يجتمعون فى هذا الميدان حيث يتعاهدون أو يتحالفون.
والحطيم فى زماننا ذلك الجدار الميمون المبارك ، وارتفاع جدار الحطيم (٣ قدم و ٤ بوصة) وله مدخلان وعرض كل مدخل (١٠) قدم ، والفاصل بين الاثنين (٢٩) قدما ، والفاصل بين جدار الكعبة التى تحت الكسوة وجدار الحطيم (٢٢ قدم ٦ بوصة) ، والمحيط الداخلى لجدار الحطيم المذكور (٣٥ قدم ، ٥ بوصة) ، والمحيط الخارجى (٤٤ قدم ، ٤ بوصة) وتبلغ مساحة الأطراف الأربعة لأبنية الكعبة مع إضافة مساحة حجر إسماعيل (١٤٧ قدم ٣ بوصة) كاملة.
والمقامات الأربعة التى يؤدى فيها أئمة المذاهب الأربعة صلواتهم تقع فى الأطراف الأربعة للمطاف الشريف الذى ذكرناه ، فالمقام الحنفى فى الجهة الشمالية لكعبة الله ، ومقابل ميزاب الرحمة المقام الشافعى فى الجهة الشرقية وخلف المقام الإبراهيمى الذى يواجه الكعبة ، والمقام المالكى فى ظهر كعبة الله ، والمقام الحنبلى فى الجهة الجنوبية فى مكان يواجه الحجر الأسود ، وكل المقامات متصلة بالحدود الخارجية للمطاف الشريف ، وقد أدى إمام كل مذهب الصلاة مع المصلين دون ترتيب منذ سنة (٦٣٣ ه) إلى سنة (٧٩٠ ه) ، ولكن بعد سنة (٧٩٠ ه) أخذ إمام المذهب الشافعى يصلى بصلاة الفجر أولا ، وفى الآخر يصلى إمام المذهب الحنفى ، وفى صلوات الأوقات الأخرى يصلى إمام المذهب الحنفى وبعده إمام المذهب الشافعى وبعده إمام المذهب الحنبلى ، وفى الآخر يصلى إمام المذهب المالكى.