صفات عالية ، فلتسكن أنت وأولادك وأحفادك فى هذه الدار ، وأى واحد من نسلك يدرك البعثة النبوية ليقدم هذه اللوحة التى تركتها أمانة فى يدك إلى النبى اللامع النور ، وليعرض عليه إخلاصى وصدق إيمانى به راجيا منه أن يقبلنى أنا ـ أضعف العباد ـ ضمن أمته».
وبناء على رواية ابن إسحاق فإن اللوحة المذكورة وصلت إلى يد خالد بن زيد «رضى الله عنه» ، من نسل المشار إليه وقدمها إلى النبى صلى الله عليه وسلم ، وبهذا حصل على شرف ضيافة الرسول صلى الله عليه وسلم فى داره ، إلا أن مؤلف «خلاصة الوفا» الإمام السمهودى يرد هذا القول ، ويقول كما ورد فى بعض فصول «مرآة المدينة» : لا يصدق كثيرا أن خالد بن زيد من نسل ذلك الفاضل ؛ لأن أجداد الأنصار الكرام كلهم من أبناء العرب ، وجملة فروعهم أنسابهم صحيحة ، فإن ما ذهب إليه ابن إسحاق غير صحيح ، وقوله أن أجداد الأنصار قد اختلطوا باليهود سهو صريح ، لأن أبا خالد هو زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد عوف بن غنم بن مالك ابن النجار تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن خزرج ، وأمه «هند بنت سيد وأباها عمرو بن امرئ القيس بن مالك بن كعب ابن الخزرج ، وهذا يدل على أن خالد ليس من نسل علماء اليهود.
ومع كل هذا قد رد على القارى فى كتابه المسمى ب «الدرر المضيئة» كل الأقوال السابقة ، وروى أن سليمان «على نبينا وعليه سلام الله المستعان» بينما كان يمر من صحراء المدينة المنورة قال : «إن نبى آخر الزمان سيدفن هنا ، وترك هناك أربعمائة من أحبار بنى إسرائيل العلماء ؛ ليكونوا فى انتظار البعثة النبوية ، ولكن للأسف عندما هاجر سلطان رسل الأمصار «عليه أعظم التحية» إلى المدينة أنكره أحفاد علماء بنى إسرائيل ، وأظهروا له وجوه المخالفة.
إن أئمة الأسلاف اختلفوا كثيرا فى مسألة إيمان الملك تبع. إلا أن وهب (١) بن منبه (٢) ادعى إيمان المشار إليه. وقال إنه آمن بإبراهيم عليه سلام الله الرحيم.
__________________
(١) المشار إليه من التابعين.
(٢) إنه من الأصحاب الكرام.