باب العمرة فأعيد تجديدها ، وبعد ذلك أقيمت ثلاثة صهاريج كبيرة بجانب فرن أميرى الواقعة أسفل قلعة جياد ، وسواء خزانة أميرى أو هذه الخزائن أنشئت علي طرفيها أحواض ، وبنى تحت الأرض صهريج كبير ووضع في جهة المسعى خمسة عشر صنبورا متوسطا ، ووضع فى جهة عمارة أربعة صنابير كبيرة ثم حفر وصنع حوضين ذوى فسقية واحدة بجانب مركز الشرطة الجديد وفى القسم السفلى منه والكائن فى باب الصفا.
وفى النهاية ركبوا فى جهة باب الصفا سبعة صنابير وفي جدران مكتبة شروانى محمد رشدى باشا الكائنة فى المدرسة التى تحت باب الصفا اثنين وعشرين صنبورا ، وفى الجهة الخارجية من باب الوداع ستة وأربعين صنبورا ، فى موقع قريب من باب العمرة عشرين صنبورا ، وفى وسط المدرسة الداودية خمسة وعشرين صنبورا ، كما أنشئوا ستة أبنية ذات صنابير حجرية دائمة الجريان.
ولما كانت مبانى هذه الصنابير فى غاية الرصانة والمتانة فأهل الإيمان وهم يتوضئون منها فى الأوقات الخمسة ، يرطبون ألسنتهم بالدعاء بازدياد قوة الإسلام وشوكته وعزته ، وبعد ما انتهت عمليات تركيب الصنابير أمدّ بالماء الخزان الكائن وسط العمارة المصرية التى وضعت أسسها فى مكان مواجه لباب الصفا ، ومن هذا الخزان إلى الحوض ذو الفسقية بواسطة أنابيب رصاصية ، أمدت مستشفى الغرباء بمقدار كاف من الماء بالأنابيب الحديدية من الخزان الذى أنشئ فوق سوق الليل ، وركبت فى مطبخها وصيدليتها وحمامها ومغسل ملابسها صنابير كبيرة دائمة الجريان.
كما أنشئوا فى الحديقة التى يتنزه فيها المرضى حوضا ، ومن هنا إلى عمارة السلطان الخاصة بالذين يعنون بالحدائق والبساتين ، وحولوا تلك الأماكن إلى جنة وتحولت عين زبيدة الآن إلى نهر صغير فالمياه الجارية فى داخل مكة يضيع نصفها عبثا ، وأوصلت اللجنة المجرى إلى حارة الباب المتصلة بالشيخ محمود ، وأنشأت هناك صهريجا احتياطيا واستفاد أهل مكة من توصيل المياه إلى هذا المكان ، وأخذوا