وقبل عامين من هذا كان الملك المؤيد قد طلا باب كعبة الله بالذهب وزخرفه ، كما أرسل منبرا ثمينا وسلما جديدا ، وضع السلم في داخل كعبة الله للصعود إلى سطح البيت ، كما وضع المنبر في مكانه الخاص في سنة (٨١٨).
وبعد أربعة أعوام من هذا انهارت مظلة (١) المذهب الشافعي ، أي قبة زمزم فجأة وأصبحت قطعا وخرابا ولكنها جددت فأصبحت بناء محكما بديعا رائعا في عام ٨٢٢ ه ، وفي نفس العام طهرت ووسعت أحواض ماء زمزم وعين بازان التي خربت من السيل ، كما نظفت وعمقت قنواتها ومجاريها التي امتلأت بالطين والتراب في سنة (٨٢٣). إن السطح الشريف لبيت الله الذي كان قد رمم وأصلح قبل أربعة عشر عاما قد جدد مرة أخرى ، كما أصلحت الأماكن المحتاجة للإصلاح من المسجد الحرام ، فبدلت قطع الرخام التي كانت مفروشة في داخل بيت الله بأخرى جديدة. وبدلت الصفائح التي كانت على طلاء جدران الكعبة الداخلية ثم أعيد كل شىء إلى مكانه بعد تغيير ما لزم تغييره وإصلاح ما أمكن إصلاحه. وأراد السلطان برسباي سلطان مصر تغيير زخارف الأعمدة الداخلية لكعبة الله ، وعرض الأمر على والى مكة وبتوجيه من أمانة الأبنية المقدسة أرسل إلى الحجاز ذات المناقب السنية الأمير (مقبل) في سنة ٨٢٤ ه. وصل الأمير مقبل في أوائل السنة المذكورة إلى مكة المكرمة ، وابتدر في أداء مهمته بعون مادي ومعنوي من قبل والى مكة ، فرمم وأصلح الأماكن المحتاجة للتعمير والترميم من الحرم ثم هم وأصلح سطح بيت الله على الوجه المطلوب ، واقتلع قطع الرخام التي تغطي أرضية كعبة الله كما اقتلع الصفائح التي تغطي جدران كعبة الله ، فبدل قديمها وأصلح ما يمكن إصلاحه ثم وضع كل شىء في مكانه ، وهكذا جدد من هيئة بيت الله القديمة فأعاد له رونقه وجماله.
وبعد أن زخرف الأمير مقبل الأعمدة التي في داخل كعبة الله وجدد قطع
__________________
(١) كانت هذه المظلة فوق باب زمزم وفي عام ٧٠٢ ه ، أمر ملك مصر بتسقيف المظلة حتى تصلح لجلوس المؤذنين وأداء مهمتهم.