الرخام التي في داخل الحطيم الكريم وخارجه أصلح وجدد كمر باب الجنائز وكان يطلق على باب الجنائز قديما (باب العباس) ولما أصبح إدخال توابيت الموتى من هذا الباب عادة أهل البلد أطلق عليه (باب الجنائز). إن أهالي الحرمين كانوا يدخلون جنازاتهم أولا في الحرم الشريف حيث يصلى عليها ثم يدفنونها في مقابرهم.
إن التوابيت التي يستخدمها أهل مكة المشرفة لا تشبه التوابيت المستخدمة عندنا فإنها قطعة خشب مستطيلة مثل الطوق وهي عادة باقية من عهد الجاهلية بناء علي اعترافهم ، وتغطي جثة الميت الذكر بقطعة قماش مستوية بينما تغطّى جنازة الأنثى بقطعة قماش مقوسة.
وأخيرا جدد عدة عقد في الطرف الشمالى من المسجد الحرام ، ثم جدد مداخل باب العباس وباب علي ، كما جدد مدخل (باب الصفا) الأوسط ومواقع (باب العجلة) و (باب الندوة الزائد) وأضاف إلى (باب الزيادة) ثلاثة كمرات.
ثم رفع الأعمدة التي تحمل هذه العقد ، وأصلح ما يجب إصلاحه من الأبواب الأخري ، وغير الستارة الحمراء التي في داخل الكعبة ، ثم ألصق وعلق اللوحات الرخامية المزخرفة والتي أمر السلطان برسباي بتذهيبها وترتيبها على جدران كعبة الله الداخلية ، وأنهى مهمته في صفر الخير من سنة ٨٢٥ ، وعاد إلى مصر وقد جدد السلطان برسباي بواسطة الأمير مقبل قطع الرخام التي في داخل بيت الله كما بدل وجدد طلاء جدران بيت الله الداخلية كما عمر باب الجنائز.
كما أنه أنعم وأحسن إلى الحجاج الذين حجوا بالقافلة المصرية إحسانا جما ، وكان يبعث من المحمل المصري مظلات يقيمها حيث يبيت الناس ليظلل عليهم ، ويروى أن هذا الشخص كان يأمر بذبح كثير من الأغنام وتوزيع لحمها مع الخبز والبقسماط على الحجاج.