استدعى أحمد باشا رضوان أغا ورئيس المهندسين عبد الرحمن أفندى الذى كان قد اشترك فى تعمير البيت من قبل وأطلعهما على الإرادة السلطانية السنية الخاصة بإصلاح سقف بيت الله وتجديد باب المعلا للكعبة الشريفة وترميم وتعمير مقام إبراهيم. وأن يرسل باب الكعبة القديم إلى دار السعادة ليحفظ فى الخزانة السلطانية للتبرك به. وأمرهما أن يتجها رأسا إلى مكة المكرمة للقيام بالمهمة وسلم الوالى رضوان أغا الخطاب السنى الذى وجه إلى الشريف زيد بن محسن من قبل السلطان وكذلك الرسائل التى كتبت من قبل الولاة المصرية بخصوص هذا الأمر والمبلغ الكافى من النقود.
ولما اطلع رضوان أغا على الأمر السلطانى تحرك بأمر الوالى بالموكب المصرى مغادرا القاهرة ومتجها إلى والى الحجاز ووصل إلى مكة المكرمة فى أوائل ذى الحجة سنة ألف وأربع وأربعين الهجرية وسلم إلى الشريف زايد بن محسن ـ أمام من يقتضى وجوده من العظماء ـ الأمر السلطانى وخطاب الوالى. وبعد ما قرأ الشريف الأمر السلطانى قالى إنه سيحرص على العمل بما جاء فى الفرمان السلطانى.
إن تكليف رضوان أغا بهذه المهمة كان عاملا لإثارة النزاع بين المعترضين للمرة الثانية. وإن كثيرا من العقلاء من أهالى مكة أرادوا أن يقضوا على النزاع قائلين قد صدر الأمر السلطانى بهذا الخصوص فلا يجوز النزاع بعد ذلك. إلا أن بعض الفضلاء قالوا معترضين : إن تعمير البيت لا يجوز شرعا وهم فى هذه الحالة مخالفين بذلك حتى وصية الشريف ولم يكون غرضهم من الاعتراض إلا إحداث الفتنة والفساد إلا أنه كان بين المخالفين بعض المنصفين الذين وافقوا على الأمر السلطانى ، واتحدوا مع العلماء فى الرأى على تجديد الباب الشريف وإصلاح رخام السقف المنيف لكعبة الله.
وأيقظوا عامة الناس ونبهوهم إلى أن الكعبة المعظمة قد جددت من قبل مرات