من المواضع المباركة والمقامات المتبركة ، طهرها ونظفها ، كما أنه أنفق نقودا من جيبه الخاص ثم أحضر لنا بذاته كسوة الكعبة الشريفة القديمة لتحفظ فى خزانتى العامرة ، ونال بذلك شرف المثول بين يدى ، وقد كان قرينا لحسن التفانى فى عمله وعرض على ما قام به من السعى وما بذله من الجهد فى تجديد كعبة الله بالتفصيل.
وقد كتب لى أيضا وزيرى خليل باشا والى مصر الحالى وأشراف بلد الله الحرام وأعيانه بما أنجزه رضوان أغا من أعمال بكل صدق وإخلاص ، وبكل هذا نال رضاى واستحق شكرى ورعايتى السنية وبما أنه قد خدم السلطنة منذ بلوغه سن التمييز والرشد فى داخل القصر وخارجه وكلف بأداء الخدمات السلطانية فى الأطراف والجوانب حتى أصاب أعضاءه وجوارحه الضعف بعد القوة.
ففضل التنازل عن اعتلاء المراتب العالية واثر فراغ البال والحياة فى السكينة والهدوء منزويا فى ركن العزلة ؛ ليتفرغ للدعاء بطول عمر الدولة ودوام عزتها.
وبما أنه قدم خدمات جليلة بالإخلاص والعبودية الفائقة فهو يستحق أن ينال مثل أمراء مصر مرتبا سنويا وريع ولاية. وإنى رأيت أن أحسن إليه ـ وقد اشتعلت شمس كرمى تموج ببحر امتنانى ـ ابتداء من اليوم العاشر من شهر شوال سنة إحدى وأربعين بعد الألف ، بمنحه ريع اللواء الذى كان تحت تصرفه على سبيل التقاعد. وبناء على أمرى السلطانى يجب أن يعفى من جميع الخدمات حتى يتفرغ فى بقية عمره للدعاء بدوام قوة الدولة وشوكتها ، وقد أصدرت هذه البراءة لتلقى العناية التامة والعمل بها وأمرت بأن يعطى المشار إليه رضوان أغا دام عزه مائة ألف أقجة فى خمس مرات إحسانا له مقابل خدماته العظيمة ومعه إيرادات اللواء الذى تحت تصرفه ومعه الجراية والمعلف والفدان من الخزينة الخاصة حتى يعيش حياة مترفة بفضل عنايتى ويعفى من جميع الخدمات التى يكلف بها أمراء مصر من خدمة المحافظة وإيفاده إلى اليمن والحبشة ونقل خزنته العامرة فيعيش مدة حياته صافى القلب صحيح القالب ويتفرغ للدعاء ليلا ونهارا بطول أيام السلطنة العادلة والثناء على دولة الخلافة.