الشافعية إلى عبد العزيز الزمزمي من علماء المذهب الشافعي ، واشترط أن يدرس في المدرسة الحنفية علم التفسير وعلم الطب وعلم أصول الفقه ، وأن يدرس في المدرسة الشافعية الفقه الشافعي ، وفي المدرسة الحنبلية (٢) كتب الحديث الستة وذلك في سنة (٩٧٢).
إن إحدي هذه المدارس التي بناها السلطان سليمان جعلت لإقامة قضاة مكة كما ذكر آنفا ، ولكن المدارس الأخري قد استولي عليها متسلطو الزمن ، ولم يبق أي حكم لشروط واقفها ، وبينما كان أحمد باشا ابن أخت محمد علي باشا والي مصر محافظ مكة استطاع تخليص تلك المدارس من أيدي مغتصبيها ، واشتراها بصورة نهائية ، وبني هناك عمارة عظيمة وجعلها وقفا لمجاوري الحرم من المسلمين وجعلها سكنا خاصا لإقامة المجاورين ـ رحمه الله تعالى ـ جزاء ما قدم.
وللمدرسة السليمانية ست وأربعون حجرة ولكل حجرة جراية قدرها ثلاثة أرادب حنطة ، وللمدرسة الداودية سبع وأربعون حجرة ولكل حجرة جراية قدرها ثلاثة أرادب حنطة أيضا ، ولمدرسة الشهيد محمد باشا ست عشرة حجرة ولها نفس المقدار من الجراية ، ويقيم في بعض حجراتها طلبة العلم وفي الأخري ، من لا مأوي لهم من الغرباء والفقراء يتعيشون من الرواتب الموقوفة للحجرات ، وفي مكة المعظمة ثلاث تكايا إحداها للخالدية والأخرى للشاذلية والثالثة للنقشبندية ، التكية الخالدية فوق جبل أبي قبيس ، والنقشبندية كذلك فوق جبل أبي قبيس ، والتكية الشاذلية في ناحية جياد.
* * *
__________________
(٢) لم يكن في مكة تلك الفترة عالم حنبلي يصلح لتدريس المذهب الحنبلي ؛ لذلك اتخذت الدار مدرسة للحديث ، ووكلت ادارتها إلى صهر القاضي حسين بن أبي بكر بن الحسين معين بن اصف خان ، ويشرف الآن على هذه المدارس علماء المذهب الحنفي.