المذكور ، وبناء على القرار الذى اتخذوه رمم صندوق المقام ، وبعث بالغطاء الفضى القديم للمقام ، وبعض العينات من التراب الذى وجد حول الحجر المبارك إلى باب السعادة للتبرك ، وقد قدمت هذه الأشياء بكل توقير إلى العتبة السلطانية مما أثار فرحة وسرور السلطان ، وبعد أن رآها أمر بأن تحفظ هذه الأشياء المباركة فى صورة تليق بها ، وهكذا وضعت فى الخزانة السلطانية لحفظها.
إن التراب المبارك الذى أخذ من المقام وأرسل إلى باب السعادة كان من الطين الذى تحجر حول آثار قدم سيدنا إبراهيم عليه السلام ، لأنه كان قد صنع جدير من الجص حول آثار قدمى إبراهيم عليه السلام فى ارتفاع شبر ، وغلف الجدير بغلاف من الفضة ، وذلك لملئه بماء زمزم الذى يعد شربه تبركا بآثار قدمى ذلك النبى الكريم ، كما كان يحدث فى أوائل العصور الإسلامية ، ومازال يحدث فى ذلك الوقت ، وكلما فتح باب الشبكة الحديدية للمقام يصب الزوار والحجاج فى داخل ذلك الجدير ماء زمزم ويشربونه متبركين.
ثم يضعون فيه بعض القروش ثم يأخذونها ويضعونها فى أكياس نقودهم للتبرك بها ، وحينما يكون فى داخل ذلك الجدار ماء زمزم وتوضع فيه النقود ، ثم تؤخذ بعد فترة وتوضع فى كيس النقود ؛ يجلب ذلك البركة واليمن لهذا الشخص.
ولما شاع هذا الخبر بين الناس أخذ الحجاج يضعون فى داخل هذا الجدير عملة مجيدية صغيرة أو مسكوكات ذهبية أخرى ، ثم يأخذونها ويضعونها فى أكياس نقودهم معتقدين أن مثل هذا الكيس الذى يحتوى على مثل هذه النقود لا يخلو فى يوم من الأيام من النقود ، لأن الله ـ سبحانه وتعالى ـ قد استجاب لدعاء إبراهيم ـ عليه السلام.
إن مقام إبراهيم ومبانيه دامت متماسكة مائة وإحدى وثمانين سنة بعد أن عمرها السلطان مراد خان الرابع فى سنة (١٠٤٣ ه) وبعد أن رممها وأصلحها السلطان مصطفى خان الثانى ابن السلطان محمد خان الرابع بعده باثنتين وسبعين سنة فى سنة (١١١٥ ه) وظلت مبانى المقام الشريف متماسكة إلى يومنا هذا بعد