الأثر السابع والأربعون : جبل ثور
جبل مبارك يقع على بعد تسعة أميال وعلى أشهر الأقوال على بعد ثلاثة أميال أو ميلين فى الجهة الجنوبية من مكة المكرمة. وهذا الجبل أضخم قليلا من جبل النور ويرتفع عن الأرض بمقدار (٢٥٠) ذراع معمارى ، وسمى باسم من سكنه وهو (ثور بن عبد مناف) ، ويقال إن كل ما فى أرض الحجاز من أشجار ونباتات وأزهار تنبت فى هذا الجبل وقيل إن فيه شجرة لو يحمل الإنسان جزءا صغيرا مبريا منها لا تمسه أية حشرة مؤذية.
وبالقرب من ذروة هذا الجبل كهف ضيق يصعب الدخول فيه ، وقد أقام فيه النبى صلى الله عليه وسلم ، ثلاثة أيام عندما هاجر إلى المدينة المنورة. وبابه ضيق لدرجة أن طفلا نحيلا لا يمكنه الدخول فيه ، ولكن من حكمة الله أن أضخم الناس جسما يستطيع دخوله والخروج منه ، إلا أنه يقتضى الداخل أو الخارج أن يصلى على النبى ويسلم عليه ، وباب الكهف ـ مع كونه ضيقا ـ مثقوب على شكل المئذنة من اليمين إلى اليسار فالداخل إذا ما انحرف قليلا إلى اليمين وبعده إلى اليسار يدخله دون أن يلمس شيئا متسربا كمياه جارية ، فالذين يدخلون فى الغار يخرجون من مخرجه الواسع فى الجهة الشرقية بعد أداء ركعتين من الصلاة فيه. يتسع لدخول مجموعة من ثلاثة أشخاص معا ، إن هذا المدخل قد فتحه جبريل عليه السلام بأجنحته عند خروجه من الغار ، لأن النبى صلى الله عليه وسلم ، دخل فيه من باب الكهف الضيق ، ثم خرج من الباب الذى فتحه جبريل ـ عليه السلام ـ لذا ترى الزوار يدخلون فى الغار من الباب الذى فى الجهة الغربية منه ، ويخرجون من المخرج الذى فى الجهة الشرقية منه وذلك للتبرك. «فتوح الحرمين».