ولما كان ارتفاع جبل ثور عموديا فإنه يصعد من سفحه إلى حيث الكهف فى خمس وأربعين دقيقة ، ولكن من يجدّون. فى الصعود يستطيعون الوصول إليه فى نصف ساعة وفى الجهة الجنوبية من ذلك الغار محل مكشوف آخر.
يقال إن عبد الله بن عباس كتب فيه تفسيره الكبير. وزيارة غار ثور قاصرة بين الأهالى على يوم السبت ، ولكن الحجاج يمكنهم أن يزوروه فى كل الأيام ، والذين يلجون فى هذا الغار لا يحزنون ولا يغتمون أبد الدهر. إن للغار بابان كما وضحنا أحدهما ضيق ، والآخر واسع جدا لأنه فتح بضربة من جناح جبريل ـ عليه السلام ـ ويقال لمن لا يوفق فى دخوله الغار «إنه ليس ابن أبيه».
قصة :
كان فى الزمن القديم رجل غنى جدا وفى فترة ما هلك أولاده وعياله وتلف ماله ولم يبق شىء فى كنفه ، ومع هذا لم يكن يحزن أو يغتم ، وقد أثارت هذه الحالة عجب أفراد قبيلته وقالوا له يا هذا قد فنى جميع أموالك وعيالك وإنك لا تظهر قدرا ولو قليلا من الحزن والهم كأنك لم تتأثر بما حدث لك؟! ما أعجب حالك؟ وما هذه اللامبالاة؟ وما أصبرك على الكوارث؟!.
فقال لهم : كنت قد سمعت من أحد الأشخاص أن الذى يدخل فى غار ثور لا يحزن لما يصيبه من مصائب الدهر الفانى ؛ لذا دخلت فى هذا الغار بكل صدق وإيمان ؛ ومنذ ذلك اليوم لم أتأثر لأية مصيبة ولم أتأسف لضياع شئ حتى إننى لا أعرف ما هو الحزن أو الألم بل نسيتهما فاستعجب قومه.
الأثر الثامن والأربعون : جبل حراء :
هو اسم آخر لجبل النور الذى بدأ فيه نزول الوحى. ويقع هذا الجبل فيما بين مكة المكرمة ومنى فى الجهة الشامية من بلدة الله ، وعلى بعد ثلاثة أميال (أو ساعة واحدة) من المسجد الحرام بين الجبل المذكور وجبل ثبير الذى أمامه واد سعيد ، يعنى أن (جبل النور وجبل ثبير) كلاهما يظلان على يسار الذاهبين إلى