منى ، وقد حدثت واقعة شق الصدر فوق جبل النور ، وقد بنى فوق أرض المكان الذى حدث فيه شق الصدر مسجد لطيف ، وداخل مسطح هذا المسجد ستون قدما مربعا ، والقبة التى فوق مبانيه تظهر من بعد ساعتين. وفى داخل هذا المسجد صخرة طويلة مجوفة ، ويقال إن هذا المكان كان متكأ الرسول صلى الله عليه وسلم فى أثناء شق صدره الشريف.
والغار اللطيف الذى نزلت فيه سورة (اقْرَأْ) يقع على بعد خمسمائة خطوة فى الجهة الجنوبية من مسجد شق الصدر ، فالزوار ينالون آمالهم بالزيارة سواء أكان الغار المذكور أو المسجد سالف الذكر ، ولهذا الغار منفذ فى الجهة الجنوبية حيث تظهر منه مكة المكرمة تماما وقد ثبت بالروايات الموثوقة أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يتعبد فى هذا الغار قبل البعثة.
من الأشياء المهمة التى اختلف عليها علماء الأسلاف طريقة عبادة النبى صلى الله عليه وسلم قبل البعثة. إذ قال بعض العلماء إنه كان يفكر فى آيات الله ، وفى الكون ومصنوعاته. وقال البعض كان يتذكر خلق الكائنات. وقال البعض إنه كان يتنسك ببعض الأعمال غير المنسوخة من دين موسى. وقال البعض وكان متمسكا بشريعة إبراهيم ـ عليه السلام ـ وقال البعض كان يتعبد بالأحكام الصحيحة للشرائع السابقة. وإن كان القول الأخير يبدو مرجحا على الأقوال الأخرى ، ولكن بناء على أصح الأقوال وأوثق الروايات أنه كان يعمل وفق الأحكام الباقية من شريعة إبراهيم وإسماعيل ـ عليهما السلام ـ لأن طائفة العرب كانوا يعملون بأحكام من بقايا دين إسماعيل مثل الحج ، والختان ، وإرجاع زوجاتهم بعد الطلقة الأولى والثانية ، واعتبار فدية الرجل مائة جمل ، والاغتسال من الجنابة ، والمضمضة والاستنشاق واستخدام السواك ، وتحريم ذات المحارم ، والاستنجاء ، وتقليم الأظافر ، واستخدام الشفرة ، وقطع اليد اليمنى للص.
وقد عمل نبى آخر الزمان وفقا لهذا أعمال العرب وعاداتهم ، وكان يجتهد فى الأعمال الأخرى حتى إذا ما اقتنع بأن ما يفعله من الأعمال حسنا فيعمل به ، ولم