وفى سلسله جبال «بولور» (١) التى تفصل تاتارستان عن البلاد الصينية ، ثم يجرى نحو الغرب الجنوبى ويفيض عند وصوله إلى الأراضى الهندية في خط عرض (٣٥) شمالا ، ويعد بمثابة الخط الدفاعى عندما تتعرض البلاد الهندية للاعتداء من الجهة الغربية. ويفيض فى مدينة «كابل» البعيدة عن منبعه بستين ميلا بدرجة لا تسمح بالمرور ، وعندما يصل إلى الإقليم الذى يتفرع فيه إلى فرعين والذى يسمى باسمه والفرع الأكبر الذى يقع فى الناحية الغربية ، ويتفرع إلى شعب وفروع ، ويشكل عند مصبه شكل مثلث الشكل مثل نهرى «النيل والبنج» (٢) إن علماء طبقات الأرض يطلقون على ذلك الشكل اسم الدلتا والعرب يسمونه دالية (٣).
إن مجارى فروعه التى سبق ذكرها غير عميقة ، ولا تسمح بسير المراكب والسفن ويمكن للقوارب الصغيرة السير فيها.
إن المسافة بين منبع نهر السند ومصبه تصل إلى (١٣٥٠) ميلا ، وأكثر أجزاء هذا النهر عميقة تسمح بسير سفن كبيرة حمولتها مائتى طن ، ولما كان سكان شاطئيه جهلة فى فن تجارة الأنهار قلت تجارتهم عبر النهر «انتهى».
وعقب وصول الحزام الذى أرسله حاكم السند إلى مكة المعظمة ، صنع المعتمد بالله العباسى صندوقا صغيرا فضيا جميل الشكل ، ووضع فى داخل هذا الصندوق حجة ولاية عهد الخلافة بعده لابنه جعفر أولا ولأخيه «الموفق» بعده من وراء الخلافة وأرسله إلى كعبة الله مع «فضل بن عباس» وذلك فى سنة ٢٦١ ه وكان ذلك الصندوق على شكل مقلمة داخل وعاء فضى ، علق داخل كعبة الله بثلاث سلاسل فضية مزخرفة بآلة لا مثيل لها.
وإن كان المؤرخون يخبروننا عن أشياء كثيرة نفيسة قيمة أهديت إلى كعبة الله ، إلا أن ذكر هذه الأشياء على حدة سيجلب الملل والسأم للقراء لذا اكتفى بذكر أشهرها.
__________________
(١) يقال لها بين الناس «بلور».
(٢) مأخوذ من شكل حرف دلتا باللغة اليونانية.
(٣) مأخوذ من حرف الراء المهملة.