وغلفت بعد ذلك عتبة باب بيت الله بلوح فضى ، وبلغ ثمن الشريط السابق الذكر واللوح الفضى ثمانية عشر مثقالا من الذهب.
وأمر المعتصم بالله العباسى بصنع قفل ثمين بألف مثقال من الذهب ، وأرسله إلى واليه في مكة المكرمة «صالح بن عباس» طالبا منه أن يضع القفل فى مكانه القديم ، وأن يرسل القفل العتيق إليه ليتبرك به وذلك عام ٢٦٧ ه إلا أن خدم البيت بعد التشاور بينهم لم يستصوبوا إرسال القفل العتيق إلى الخليفة ، وأخبروا بذلك صالح بن عباس والى مكة المكرمة ليبلغه بدوره إلى الخليفة الذى رضى برأى الخدم ، وسمح أن يبقى القفل العتيق فى مكانه وأهدى القفل الجديد إلى الخدم.
وأرسل حاكم إقليم «السند» منطقا جميلا ليعلق على كعبة الله ، وكان ذلك المنطق مرصعا بالزمرد والياقوت وكان أثرا لامعا مشعا (١) فعلق على وجه بيت الله اللطيف سنة ٢٥٩ ه.
استطراد
يطلق السند على إقليم كبير فى الهند ويحده من الغرب إيران ، ومن الجهة الشمالية «قندهار» ، ومن الجهة الشرقية الشمالية الصحراء الكائنة فى الجهة الشرقية من إقليم سيق ، وتحاط من الجهة الجنوبية بمواقع قج ويقع بين الدرجة العرضية ٢٥ و ٢٦ شمالا وإن طول هذا الإقليم (١٦٠) ميلا ، ويمر من وسط أشهر بلاده نهر السند ، وبما أنه يحاذى مجرى هذا النهر العظيم ويمتد إلى موقع «مولتان» البعيد عن منبعه مسافة (٣٠٠) ميل عرف باسم السند.
إن نهر السند الكبير الذى يمتاز بعذوبة مياهه ونفعه العميم يعرف أيضا باسم نهر «هندوس» ، وينبع هذا النهر من مكان يسمى تبد (٢) الذى يقع بين خطى عرض (٣٨ ، ٣١) شمالا.
__________________
(١) فى وسط هذا العقد ياقوتة خضراء عظيمة.
(٢) يطلق عليه العرب اسم «التبت».