ومن ضمن ما ذكره الهلالان الذهبيان من غنائم بلاد كسرى ، وكأسا مزينة بالزبرجد (١) غالى الثمن أهداها «سفاح بن زائد» من خلفاء بنى العباس.
كما أن هارون الرشيد علق في سقف كعبة الله فى سنة ١٨٦ ه قطعة حجة منمقة كتب عليها تجديد عهد وميثاق لابنيه محمد الأمين ، وعبد الله المأمون بعد توقيعها من رجال دولته وذلك فى أثناء حجه.
الاستطراد
حينما علقت تلك الحجة فى المكان الذى رآه هارون الرشيد مناسبا وسقطت على الأرض بطريقة ما وشاع الأمر بين الناس ، قالوا «إن ما تحتويه الحجة المذكورة لا يوافق حكم القدر». وفعلا هذا ما حدث إذ محا محمد الأمين عقب وفاة ولده ، وبرأى «فضل بن الربيب» وتدبيره مسح اسم المأمون من تلك الحجة ، ووضع مكانه اسم ابنه الصغير «موسى» ، أو على قول آخر مزق التعهد القديم ووضع مكانه التعهد الجديد.
وأرسل «محمد الأمين» بن هارون الرشيد بعد وفاة والده (١٨٠٠) قطعة من ذهب لتزيين الكعبة وذلك فى سنة ١١٥ ه وعند وصول هذا المال إلى مكة الله أخذ أهل مكة صفائح الفضة التى كانت على باب الكعبة ، وزينوا مصراعى الباب وجعلوا حلقاته من الذهب الخالص. أما المأمون العباسى فعلق على باب الكعبة ياقوتة ثمينة فى سلاسل من ذهب ، كما أن المتوكل علق على واجهة الكعبة حلية تشبه الشمس مرصعة بأنواع الياقوت والزبرجد ، وكان (٢) إرسال ذلك فى موسم الحج سنة ٢٤٤ ه.
وزين الخليفة المتوكل بالله بناء على طلب صاحب مفتاح البيت زوايا كعبة الله بالذهب ، وعلق فوق الستارة الداخلية للكعبة حزاما من الفضة طوله ثلاثة أذرع ، وكان لهذا الحزام كمر من الذهب.
__________________
(١) الزبرجد حجر ثمين أخضر اللون كالزمرد ، ولكن خضرته فاتحة ويطلق على هذا اللون اللون الفستقى.
(٢) وكانت تعلق تلك الأشياء على الكعبة فى عصور الخلفاء العباسيين.