رموشه وحاجبيه من تراب حوض الكوثر الطاهر ، وعلى رواية أخرى أن تراب رئتيه من الموصل ، وتراب طحاله من الحجاز ، وتراب بشرة جسمه من الطائف ، وتراب جبهته من أرض كنعان ، وتراب محل عورته من بابل ، وتراب أمعائه وأحشائه من الجزائر ، كما أن عظامه مأخوذة من الجبال المختلفة.
إن الاختلاف بين البشر فى الخلق والشكل والهيئة والطباع يرجع لهذا. وانعدام تشابه أولاد آدم وأحفاد بعضهم البعض يرجع لاختلاف مصادر التراب.
وجبل أبى قبيس ليس عظيم الارتفاع ، إلا أن ارتفاعه عمودى ، فمن صعد تبين ، ومع ذلك فإن مشاهدة البيت الأنور من قمته تزيل التعب. وما ذاك إلا أن سطح الكعبة يغمر القلب بغبطة لا سبيل إلى وصفه ، وسرعان ما يزيل عنه كل ما يشعر به من تعب ونصب.
* * *