عامة المؤمنين وهذا ما دعا إلى تجديد بنائه وتعميره وفق طرز بنائه القديم وقد أفتى العلماء والفقهاء ذوى الاحترام متفقين بجواز تجديد بنائه. ومن هنا أصبح بناء البيت من جديد حسب طرز بنائه القديم واجبا فرضا على ذمتى وعلى همتى العظيمة. إن آبائى الكرام ـ جعل الله الفردوس مرقدهم ـ وأجدادى العظام ـ أسكنهم الله فسيح جناته ـ قد أشاع كل واحد منهم الخير وأنفقوا كلهم الأموال فى الأعمال الخيرية وبذلوا الأموال فى إنشاء الجوامع والمساجد وبناء الصوامع والمعابد وتشييد الحصون والعمائر وتجديد الجسور والقناطر فهذا معلوم لدى الصغير والكبير عند الشباب والعجائز ولكن الله ـ سبحانه وتعالى ـ لم ييسر لأى واحد منهم شرف القيام ببناء الكعبة وتجديدها ، الكعبة التى تتجه نحوها جميع مساجد المسلمين وتتخذها أمة سيد الأنام قبلة لها ، بل شرفنى بأن يكون هذا العمل من نصيبى ؛ لذا فشكرى لا حد له تجاه الملك المنان (هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي) (النمل : ٤٠) (وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (البقرة : ١٠٥) وقد عرفت أن هذا فضل عظيم خصنى الله به ، لذا اخترت من طرفى ـ قرين العز والشرف ـ رجلا مستقيما دينا تقيا وعينته أمينا لتجديد أبنية الكعبة الشريفة وأوصيته ببذل السعى والجهد لإتمام البناء وكان هذا الرجل رضوان أغا بما يتصف به من الأمانة والتدين والصدق والاستقامة التى ترشحه بالأحقية فى القيام بهذه الخدمة العظيمة ولياقته لهذا الأمر.
وعرضت الأمر على وزيرى محمود باشا الذى كان واليا على مصر فى ذلك الوقت والذى نال الآن شرف العمل بين وزارتى فنفذ رغبتى بأن عين المشار إليه أمينا على بناء الكعبة الشريفة بمرتب سنوى قدره مائة ألف أقجة فى خمس مرات وهكذا نال اهتمامى إذ أحيلت إليه كل خدمات تجديد بيت الله وترك لعهدته وهمته. فما كان من رضوان أغا إلا أن شمر عن ساعد الجد لإتمام الأمور واستعجل فى إنهاء أعمال البناء بعد أن أخذ من العلماء الكرام والفقهاء العظام جواز تجديد بيت الله شرعا وهكذا جدد أبنية كعبة الله من أساسها ثم بدأ فى تعمير الجدران التى تحتاج للترميم فى الحرم الشريف مع القبب ومجارى السيول والبرك ، وخاصة قلعة جدة بندر الحجاج والزوار ومعبر المسافرين والتجار ، وكثيرا