عديدة وذلك بتأييد من العلماء والفقهاء والفتاوى التى صدرت من قبل مفتىّ المذاهب الأربعة.
وقد استمع الشريف زيد بن محسن لقراءة الفرمان السلطانى وهو واقف على رجليه وبعد القراءة مسح بالصفحة التى تحوى الأمر السلطانى وجهه وعينيه ثم استمع إلى ادعاء المعارضين ودفاع الفقهاء العظام ثم خاطب الناس قائلا : بناء على حكم الفتاوى التى أصدرها مفتيّو المذاهب الأربعة يجب تنفيذ الأمر السلطانى الذى لا يخالف فتوى المفتين بخصوص ترميم وإصلاح السقف الشريف وتجديد باب كعبة الله وتعمير وترميم مقام إبراهيم وبناء على هذا أمر رضوان أغا بأن يسرع فى مباشرة مهمته.
وقد بادر رضوان أغا فى العمل وأنهى تعمير سطح كعبة الله فى أواسط ذى الحجة من عام ألف وأربعة وأربعين. وقد قيل من قبل شعراء عصره فى تاريخ انتهاء الترميم كثيرا من الأبيات إلا أن أحسن ما قيل فى هذا الموضوع هذا البيت :
المجدد لسطح بيت الله هو مولانا مراد (١)
وبعد ترميم السطح ابتاع رضوان أغا من أحد سكان مكة مقدارا من خشب الساج لاستخدامه فى تجديد باب بيت الله وتثبيته ولم يبخل فى سبيل ذلك بإنفاق المال اللازم وقبل أن يبدأ فى صنع الباب الجديد خلع الباب العتيق ووضع مكانه بابا مؤقتا وغطاه بستارة قطنية بيضاء وبعد أن صنع الباب الجديد وضعه فى مكانه ، وقد تم صنعه على الوجه المرغوب وكان على باب الكعبة العتيق ثلاثون ألف وثمانمائة درهم من الفضة فصنع منها لوحتين فضيتين وفق طول وعرض كل من مصراعى الباب الجديد. ثم أمر بتسمير كل واحدة من اللوحتين على أحد مصراعى الباب وزخرف اللوحتين بنقوش ذهبية (٢) وأنفق فى صنع عتبته وحلقاته سبعة وثلاثين ألف درهم وخمسة وتسعين درهما من الفضة.
__________________
(١) هذا البيت من حيث التقدير الحسابى يبدو أنه زيد عليه وقد أسقطت هذه الزيادة تعمية فى البيت الذى يحتوى على مخلص الشاعر
(٢) يقال إن زخرفة كل مصراع من المصراعين قد تكلفت عشرين قطعة ذهبية من الذهب البندقى.