العظيم وما قدمتموه من الخدمات الجليلة على مكافآت من قبل السلطان فى صورة المناصب التى ترضيكم. كما كان يرضى الآخرين بوعود قد لا تتحقق وهكذا أتم هذا العمل العظيم فى صورة هينة سهلة. جزاه الله تعالى خيرا كثيرا.
فيا لها من سعادة سرمدية ويالها من دولة وعزة أن يتم هذا كله فى عهد السلطان مراد بن السلطان أحمد خان بن محمد خان الغازى السابع عشر من سلاطين آل عثمان خلد الله ـ تعالى ـ ملكه وجعل بساط البسيطة ملكه ونور الله تعالى مراقد أسلافهم وحفهم بالرحمة والرضوان.
إن إتمام تجديد كعبة الله وبنائها لدليل عظيم على سعده وحسن طالعه ، قد مضى ألف سنة وتوالى السلاطين ومع ذلك لم يقدر لأى واحد منهم أن ينال شرف بناء بيت الله ألا يقوم هذا برهانا قاطعا وأمارة واضحة على أنه سينال السعادة الأبدية والنصرة السرمدية؟. ونسأل الله أن يجعل عرشه فى سماء العز واليمن والبركات وألا يخلو من سرير الخلافة جلوسه. آمين بجاه سيد المرسلين.
وبعد عودة رضوان أغا إلى مصر بعام واحد اقتضت حكمة الله أن يهطل المطر فى مكة وأن يفسد ما فرش على سطح بيت الله من رخام ، فأصبحت حالة سطح بيت الله حالة سيئة ، وخلع ألواح الفضة من على الباب فظهر منها الخشب وقد أصاب العطب الخشب إلى حد عدم تماسك المسمار فيه. وكان مصراعاه قد بليا إلى درجة سيئة لقد خشّبتهما حتى أصبحا غير قابلين للتعمير والترميم ، ومع ذلك لم يسمح بتجديد الباب ولم يستسغ شرعا من قبل ، ولما كان مقام إبراهيم فى نفس الحالة من السوء اقتضى الأمر تجديدهما معا.
وقد كتبت إمارة مكة الجليلة الهاشمية إلى صاحب القرار السلطان مراد ـ جعل الله سلطنته باقية فيه وفى عقبه إلى يوم التناد ـ تحيطه علما بالحالة ، فما كان من السلطان إلا أن أمر والى مصر أحمد باشا بأن يبعث إلى مكة المفخمة برضوان أغا الذى كان فى أمانة كعبة الله أو شخصا آخر متدينا مخلصا مصاحبا معه مهندسا معماريا ذا دين وخلق.