الحطيم وخارجه واحدة واحدة وفرشت الأرضية بقطع الرخام اللامعة (١) وذلك فى سنة (١٦٢ ه).
دامت الإصلاحات التى أجراها المهدى العباسى فى المطاف الشريف (٤٧٢) سنة ، وفى عام (٥٥١ ه) بعد أن غير الحجر الأخضر الذى يقال حجر إسماعيل من قبل المستنجد بالله بن المقتفى بالله احتاج المطاف الشريف إلى ترميم عظيم ، غير المستنصر بالله الحجارة التى جددت فى عهد المهدى تغييرا كاملا ، ثم كتب ما تم إصلاحه فى عهده فى الحرم الشريف على لوحة رخامية زرقاء ، ثم ألصقها على جدران بيت الله الحرام ، وكان ذلك عام (٦٣٤ ه).
وإن كان الملك جاقمق غير ما فرشه المستنصر بالله بعد مائة وتسعين سنة ، وفى سنة (٨٤٣ ه) إلا أن أكثر رخام المطاف الشريف احتاجت إلى التسوية والإصلاح بعد سبع وثلاثين سنة ، وعلى ذلك جددها السلطان قايتباى المصرى فى سنة (٨٨١ ه) وبعده بست وثمانين سنة غير السلطان الغورى المصرى ما فرش فى عهد قايتباى فى سنة (٩١٧ ه). وقد أمر السلطان سليمان بانتزاع ما تم إصلاحه فى عهد السلطان الغورى أو ما تم فرشه قبل ذلك. وفرش المطاف الشريف على أحسن وجه فتبدلت أرضية المطاف السعيد الرخامية وانتظمت حالتها فى سنة (٩٥٩ ه). وبعده بأربع وثمانين سنة غير السلطان مراد خان الرابع قطع رخام المطاف الشريف ورخام الأماكن الأخرى من الحرم الشريف سنة (١٠٤٣ ه) وقطع الرخام التى مازالت مفروشة إلى الآن هى الحجارة التى فرشت فى عصر مراد الرابع.
وقد أصبحت هذه الحجارة بمرور الزمن فى حالة غير منتظمة ، وتحركت من أماكنها حتى اتسعت الشقوق بين قطع الحجارة قدر إصبع ، فلم تنج أقدام الحجاج من الأذى حين الطواف وفى سنة (١٢٩٦ ه) أصلح مدير الحرم الشريف السابق أحمد أفندى بأن صب قصديرا بين الشقوق التى فى قطع رخام المطاف والرخام الذى فى داخل الحطيم.
__________________
(١) لا يعرف الوقت الذى عين فيه حجر إسماعيل بالحجر الأخضر ، لا بد أن زياد بن الحارث عين ذلك فى هذا التعمير.