والصحيح أن يقال : الشغدف ، وبما أن الهودج ذو قبة عالية ومغطى فهو خاص بالنساء ، أما المحفة مثل الهودج إلا أنه مكشوف لذا فهو خاص بالرجال ، أما الشغدف فهو مقعد خاص للرجال والنساء.
يصنع الهودج والمحفة من الخشب ، ولكن الشغدف يصنعه النجار من خشب سمكه ربع قدم وله رجلان والمقعد الذى سيجلس عليه ينسج من قشر سعف النخيل كأنه كرسى ، ويغطى فى شكل نصف قبة يشبه عربة الثيران وله غطاء من قماش القلاع أو من جلد أو بساط أو حصير. إن الشغدف وإن كان يصنع على الشكل الذى بيناه إلا أنه لا يمكن استخدامه إلا إذا أحكم ربط اثنين منهما فوق الجمل ، ويغطيان ببساط أو قماش آخر ويحمل فيهما حاجان ، بعد حمل الشغدفان على الجمل كما بينا وبالتصاق قبتيهما يأخذ شكل قبة المحفة المستوية ، ويصعد إليه حينما يكون الجمل واقفا بواسطة سلم له أربع أو خمس درجات ويجلس فيه ، إن الشغدف يستخدم فى طريق الحرمين كما أن الهودج والمحفة يستخدمان فى طرق مصر والشام. انتهى.
قد أسدى الملك جاقمق إلى الحرمين خدمات أخرى كثيرة وأصلح وأنشأ بركة المعلى التى مازالت قائمة فى خلال عام (٨٠٦) وقد خربت تلك البركة فيما بعد فأحيتها كريمة السلطان سليمان (مهر ماه) عندما أرسل سودون محمد إلى مكة المكرمة لترميم المسجد الحرام وتعميره. أرسلت كسوة مزينة من قبل شاه الفرس شاهرخ إلى القاهرة لتكسى كعبة الله ، وأرسلت تلك الكسوة فى نفس العام بالقافلة المصرية إلى مكة المكرمة ، وعلقت فى عيد الأضحى داخل كعبة الله وذلك لاتفاق تم بين الملك جاقمق وشاه الفرس الملك شاهرخ ، إن الأمير جاقمق أمير اصطبل الملك الأشرف المصرى عندما اعتلى عرش سلطنة مصر بضربة حظ كان قد أرسل أحد أمراء الشراكسة يسمى (جيج كيوفا) إلى هراة لعقد اتفاق مع شاه الفرس فى سنة ٨٤٢ ، وقد سر (شاهرخ) من هذا الاتفاق الذى تم بين الحكومتين العربية والفارسية أعظم سرور فأرسل تلك الكسوة الشريفة لتعلق على الكعبة ليظهر شكره ، كما استجلب الدعوات بإرسال الصرر لسكان الحرمين فى سنة (٨٤٣).