وكان المشار إليه قد أرسل بعد ثلاث سنوات سلما ظريفا للصعود على سطح الكعبة الشريف ، وما أن وصل السلم المذكور إلى مكة المعظمة حتى حضر أشراف البلاد والوجهاء وجميع موظفى الدولة ليكونوا فى شرف استقباله بكل تعظيم وتقدير ، ووضع فى مكانه وذلك عام (٨٦٨).
بعد مرور أربع سنوات خلع السلطان (قايتباى) سلطان مصر على أمير مكة (محمد بن بركات بن أحمد بن عجلان) وسائر الأشراف والأعيان خلعا فاخرة ، كما بعث إليهم بمال كثير ليقتسموه فيما بينهم كما أرسل رسالة بمنع الظلم والعدوان ، وأمر بكتابتها على الأعمدة المواجهة لباب السلام ، وأصدر الأمر بتعمير وإصلاح مساجد النبى صلى الله عليه وسلم ، وجميع الأماكن المقدسة وكذلك أمر بتطهير مجرى (عين عرفات) وذلك عام (٨٧٢).
وبعد مرور عامين أصلح مسجد الخيف ومسجد نمرة والمسجد الحرام وجميع العيون والآبار وبرك عرفات وذلك فى عام (٨٧٤). وبعد خمسة أعوام أرسل إلى المسجد الحرام منبرا فى غاية الروعة مزينا بالذهب الخالص وذلك فى عام (٨٧٩).
وبعد عامين أمر بإصلاح السقوف داخل باب السلام وحجر إسماعيل ورخام المسعى الشريف ، وكذلك ما فى داخل بيت الله الشريف من الرخام كما أصلح مئذنة باب النبى صلى الله عليه وسلم وعمرها وذلك فى سنة (٨٨١) ، وأمر بكتابة بيان بذلك على لوحة من رخام وألصقها فى موضع داخل الحرم الشريف ، كما أنه اشترى قطعة من الأرض المتصلة بالحرم الشريف وأنشأ عليها أربع مدارس وتكية وذلك فى سنة (٨٨٢). وقد استغرق إكمال ما ينقص تلك المبانى سنتين وبعد إتمامها أسكن فيها من يقتضى الأمر إسكانهم ، بعد ما انتهى السلطان قايتباى من بناء تلك المدارس والرباط بعث إلى إمارة مكة المعظمة الجليلة يقول «رأيت حادثة فى رؤياى وجعلت العلماء يفسرونها ، فقالوا : «يجب غسل داخل الكعبة وخارجها وعندما يصل رسولى يجب أن تنظفوا خارج البيت الحرام وداخله ، وأن تطهروه» وذلك فى عام (٨٨٤).
وتلا على شريف مكة وأشراف بلد الله وأعيانه مرسوم السلطان قايتباى وبادر