مقصورة الحجرة المعطرة مجموعة من الناس وعقد مجلسا فى سنة إحدى وثمانين وثمانمائة حتى يعرف كيف يستفتى فى هذا الموضوع.
وقررت هيئة الشورى التى اجتمعت داخل المقصورة الشريفة تجديد الجدار الذى بناه عمر بن عبد العزيز قديما وفى الرابع عشر من شعبان فى تلك السنة هدموا ذلك الجدار إلى أن بقى إلى سطح الأرض أربعة أذرع ، وأنزلوه على الأرض وذلك بعد رضا شمس بن زمن ورأيه ، وبينما كان يهدم هذا الجدار ظهرت بعض الأخشاب محروقة الأطراف من بقايا الحريق الأول ، وأخرجوا سواء أكانت هذه الأخشاب المحترقة أو أجزاء الأنقاض الكبيرة التى بين الجدار القديم والجدار الجديد.
كان الجدار الذى بناه عمر بن عبد العزيز أو الجدار القديم قد بنى مقدار أربعة أذرع منها بالحجارة ، وكان نصف الأسطوانة من الأسطوانة التى فى الجهة الشمالية من الجدار القديم ظل خارج الجدار ونصفها فى داخل الجدار المذكور مع ذلك لم يكن هناك باب للدخول فى داخل مربع القبر الشريف.
وقد رأى ابن زمن فكرة هدم جدار عمر بن عبد العزيز وجدار الجهة الشامية من مربع قبر السعادة وتحويل السقف إلى القبة كما صوبت هيئة مجلس المقصورة تلك الفكرة السخيفة دون أن تراعى الأدب وأخذ يهدم الجدار القديم.
وكان الإمام السمهودى على قيد الحياة فى ذلك الوقت ، فذهب إلى شمس بن زمن إذ رأى جرأته المتولدة من الجهل وقال له : «إن هذه الحركة منافية لقانون الأدب ورعاية الأخلاق ، إذ يلزم الاختصار فى تجديد مبانى الحجرة المعطرة على قدر الإمكان». والتزم الرأى الذى يرجح عدم هدم الجدار القديم ، ولكن أحدا لم يعر اهتماما رأيه فهدموا جدار مربع حجرة السعادة فى الجهة القبلية والغربية أربعة أذرع منها وعند ما أرادوا أن يهدموا جدران الجهة القبلية والغربية حتى الأرض وأن يبنوها من جديد ، وجدوا جدارا صغيرا مبنيا باللبن فى طول أكثر من ذراع وفى عرض نصف ذراع تركوه تيمنا فظل فى داخل الجدار القبلى فى ارتفاع