بنى أربعة من المخازن على الطرف الغربى من الميضأة أى فوق سلم المخازن التى سلف ذكرها.
ولهذه المخازن ميدان واسع مكشوف ، وتحفظ فيها زيوت زيتون قناديل مسجد السعادة ولوازمه الأخرى ، وقد فتح بابا كبيرا خارج المسجد لتدخل من المخازن المذكورة المحروقات والباب القديم الذى فتح فى داخل المسجد ترك على حاله فى مكانه لينفتح عندما يصلح قناديل حرم السعادة ، وبنى فوق أرض ميضأة الأغوات مخزنا آخر لوضع الأشياء الخاصة بالمسجد الشريف ولهذا المخزن بجانب باب المئذنة وفى داخل المسجد باب يفتح للزقاق الواقع فى الجهة الغربية من المسجد وهو باب مشبك.
وبعد أن أتم محمد رائف باشا بناء هذا المخزن أزال المخزن الذى فى جهة مئذنة الشكلية لعدم نفعه وحفر مقدار ذراع المرتفع الذى فى الجهة القبلية من مسجد السعادة وسواه وهدم الدكك التى انتشرت هنا وهناك فهدم القبة التى فى وسط الحرم الشريف ، بينما هدمت هذه القبة وكانت تسوى أرضها بفرش الرمل ظهر حوض تحت الأرض ينزل إليه بالسلم ، ويلزم أن يكون هذا الحوض البركة التى عرفها ابن النجار.
قال ابن النجار وهو يصف هذا الحوض : «كان فى وسط مسجد السعادة وفى الجهة الغربية من النخيل ينزل إليه بسلم من عدة درجات ، قد صنع من الأحجار والجص والألواح الخشبية وكان ماؤه يتدفق من فسقية فى وسطه ، وكان ماؤه من عين الزرقاء ، وكان خاصا بموسم الحج والعثور على الماء فيه فى الأيام العادية غير محتمل».
وذهب إلى أن هذا الحوض أثر من آثار أحد أمراء الشام يسمى شامة ولكن رأيه هذا لا يخلو من خطأ.
إذ قال المؤرخ المصرى : وينسب هذا الحوض إلى الأمير سيف الدين الحسين بن أبى الهيجاء ، إن الأمير سيف الدين الحسين بن أبى الهيجاء حفر فى تاريخ خمسمائة وستين هجرى من عين الزرقاء إلى باب السلام فأجرى إلى الميدان الذى