النساء صلواتهن داخل هذا القفص ، واستشار شيخ الحرم حافظ محمد باشا مع علماء المدينة فى غضون سنة ١٢٨٠ ه فمد ذلك القفص إلى قرب محاذاة المئذنة السليمانية ، لأن جماعات النساء تكاثرت ولم يستوعبهن القفص كلهن فكانت بعض النساء يؤدين الصلاة خلف النخيل ، ولما كان الرجال الذين يدخلون من باب التوسل لا يجدون أماكن للصلاة أمامهم فيضطرون أن يؤدوها خلف النساء.
ويطلق أهالى المدينة على هذا القفص قفص النساء ولونه أخضر وله أبواب مصنوعة من القطع المشبكة ، تأتى النساء فى ليالى الجمع ويؤدين الصلاة ، ويحضرن أولادهن حديثى العهد بالولادة فى يوم الأربعين من ولادتهم لإدخالهم فى شبكة حجرة السعادة ، وتأتى بهم أمهاتهم أو أقاربهم ويسلمونهم لموظفى إدارة الأغوات ، ويطلق أهل المدينة على مثل هؤلاء الأطفال الذين تركوا فترة تحت أغطية مربع القبر الشريف فى حجرة السعادة ولد الحجرة فيلزم أن يكون خاصة أهل المدينة من هؤلاء الأطفال.
ولما كان أدهم باشا قد توفى بعد أن أكمل تلك الأقفاص بفترة قليلة فى أواخر شهر شعبان المعظم سنة ١٢٧٣ ه ، فاختير معاون المبانى المقدسة صالح أفندى لوكالة أمانة البناء باتفاق موظفى الحكومة وأعاظم السادات وعلماء البلاد وبلغ الأمر مع وفاة أدهم باشا إلى باب صاحب القرار العظيم.
وكانت وفاة أدهم باشا قبل أن يكمل سقف الجهة القبلية وسقف الجهة الغربية الذى يمتد من باب السلام إلى باب الرحمة إلا أنه كان جدد هذه الأماكن والقباب الجديدة التى أمر السلطان بإنشائها فى اتصال الساحة الرملية لحرم السعادة ، ودكة الأغوات مستلهما أمر السلطان كما أنشأ كل هذه الأماكن مطابقة لآمال الأهالى وأفكارهم.
حدود السقوف العتيقة : كانت فى الجهة القبلية من مسجد السعادة ثلاثة أروقة ، وألحق كل من عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان فى عهديهما رواقا كما ألحق الملك الناصر محمد بن قلاوون الصالحى للجهة الشامية رواقين كما أن السلطان