العباس بن عبد المطلب ، وحفر شمس بن زمن أساس رباط يريد أن يقيمه لإسكان الغرباء مكان الميضأة إلا أنه دخل ثلاثة أذرع فى شارع المسعى رغبة فى توسيع البناء ، وأثار هذا العمل بين الأهالى القيل والقال ، فرجا قاضى مكة برهان الدين إبراهيم بن على ظهيرة الشافعى شمس بن زمن لترك الأرض التى اغتصبت من المسعى ، وبين له أنه لا يوجد مسوغ شرعى لإقامة مبان فى هذا المكان.
وبما أن شمس بن زمن رد هذا الطلب ، فتكون مجلس علمى للشورى بإغراء علماء المذاهب الأربعة واستدعوا شمس بن زمن وقالوا له أمام الفقهاء «أيها السيد الفاضل! كان عرض المسعى الشريف (٣٥) ذراعا ، وقد قسناه من حفرة أساس الرباط الذى أقمتموه فبقى (٢٧) ذراعا ، وأرادوا أن يثبتوا مدعاهم قائلين بأن مساحة المسعى الشريف فى تاريخ الفاكهى خمسة وثلاثون ذراعا ، إلا أن شمس بن زمن رد عليهم قائلا : فقولوا ما تقولون إننى لن أتنازل عن فكرى مستمعا إلى أقوالكم ، وإنكم غير قادرين على منعى من القيام بهذا العمل فأطال العلماء القول فى هذا الموضوع وانضم الأهالى أيضا إلى العلماء وخالفوا ابن زمن فأجبروه على ترك العمل وكتبوا محضرا فى هذا الخصوص ، وأودعوه لدى العلماء الذين حملوه إلى قايتباى فى مصر ، كما أن شمس بن زمن كتب رسالة خاصة وأرسلها إلى قايتباى (فالذى يعجبكم من فعل قايتباى؟!) فعزل قاضى مكة وعين مكانه أحد الذين أيدوا شمس بن زمن ، وأعاد العلماء الذين قدموا المحضر يائسين مكسورى الخواطر ، وجلب الشخص الذى عين فى تلك السنة أميرا للحج وأمره قائلا : «عندما تصل إلى مكة يجب عليك أن تحفر أساس الرباط وفق رأى شمس بن زمن ، وأن تشرف بنفسك على العمال وقد أوصل أمير الحج موكب الحج إلى مكة سنة ٨٧٥ ه وبمجرد وصوله إلى مكة جمع العمال رأسا وجعلهم يحفرون أساس الرباط ليلا حتى الصباح ، وأنقذ أمر قايتباى ، انتبهوا لذلك! كيف انكشف قايتباى الذى أراد أن يصل إلى تنفيذ فكره الأنانى السيئ ضمن خدمته التى يريد أن يقوم بها لكعبة الله ، وإن كان شمس بن زمن على قدر