أول من دفن فى البقيع الشريف هو عثمان بن مظعون. وكان النبى صلى الله عليه وسلم قد نصب حجرا على القبر من ناحية رأسه كعلامة خاصة.
ولما أصبح مروان بن الحكم واليا على المدينة المنورة أخرج تلك العلامة فجعل القبر مجهولا ، أو على رواية أخرى نقل الحجر إلى قبر عثمان بن عفان ساطع الأنوار.
سانحة : نصب الحجارة شئ أحدث فيما بعد ، وفى الأول كانوا ينصبونها على قبور من اشتهروا بالعلم والصلاح ، وفيما بعد تعمم الأمر. وبما أن الشيخ أبا صالح التركمانى قد كره بدعة نصب الحجر فقد رغب فى عدم نصب حجر على قبره وترك وصية مكتوبة فى هذا الخصوص لأحفاده.
رقية بنت النبى ـ رضى الله عنها ـ كريمة رسول الله صلى الله عليه وسلم : وقبرها بجوار قبر أختها أم كلثوم وبجانب قبر عثمان بن مظعون.
وقال الرسول ـ صلى الله عليه وسلم الواقف على أسرار الحكمة ـ عندما نصب ذلك الحجر على قبر عثمان بن مظعون : «فليكن هذا الحجر علامة على قبر أخى فى الرضاعة وليدفن من يتوفى من أهل بيتى فى هذا المكان» ، لأجل ذلك قالت رقية وهى على فراش الموت فى حالة احتضارها : ادفنونى بجانب عثمان بن مظعون ومسح النبى صلى الله عليه وسلم دموع السيدة فاطمة بجانب هذا القبر المنيف لأن السيدة فاطمة كانت قد تأثرت أشد التأثر من موت أختها وكانت تبكى بجانب هذا القبر لامع الأنوار.
السيدة رقية التى تشرف عثمان بن عفان بالزواج منها أولى الجميلتين اللتين نال شرف الزواج منهما.
ولما كان والدها الجليل صلى الله عليه وسلم قد زوجها بعثمان بن عفان ـ رضى الله عنه ـ عند ما كان بمكة المكرمة وقد هاجرت مع زوجها إلى الحبشة فى الهجرة الأولى وبعد العودة هاجرت إلى المدينة المنورة فى الهجرة الثانية. وقد مرضت فى السنة الثانية للهجرة وبناء على ذلك لم يشترك فى غزوة بدر ليظل بجانب زوجته المحترمة تنفيذا للإرادة النبوية ، وقد لحقت بالرفيق الأعلى ، حينما وصلها خبر