الضريح سالف الذكر. لأن النبى صلى الله عليه وسلم كان يحب السيدة فاطمة حبا جما وهذا ثابت وبما أنها ماتت فى حياة الرسول فمن المحال أن يكون قد دفنها خارج البقيع الشريف ، ويمكن الاستدلال على ذلك بما قاله النبى صلى الله عليه وسلم عندما نصب حجرا على رأس قبر ابن مظعون قائلا : «فليكن هذا الحجر علامة قبر أخى فى الرضاعة وليدفن هنا من توفى من أهلى» ، وبناء على ذلك فقبر المشار إليها إما فى «الروحاء» أو فى «دار عقيل» ولا شك فى ذلك وقد كفن النبى صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت أسد بقميصه وأنزلها بنفسه فى القبر وبعدما أهال التراب فوق التراب وغطى القبر بكى كثيرا.
التوضيح : لم ينزل النبى صلى الله عليه وسلم فى أى قبر لوضع الجنازات إلا فى قبر خديجة الكبرى ، عبد الله المزنى ، وابن الخديج ، وأم رومان ، وفاطمة بنت أسد.
وأنزل الأشخاص الذين ذكرناهم فى قبورهم ودعا لهم بما يليق. حتى أنه جلس على رأس قبر فاطمة بنت أسد بعد الدفن وبكى بكاء شديدا مديدا ودعا على النهج التالى :
«الله الذى يحيى ويميت وهو حى لا يموت ، اللهم اغفر لأمى فاطمة بنت أسد ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلى فإنك أرحم الراحمين».
عبد الرحمن بن عوف ـ رضى الله عنه ـ : دفن بالقرب من قبر عثمان بن مظعون الكائن فى الجهة الشرقية لزاوية دار عقيل ، قد أرسلت عائشة ـ رضى الله عنها ـ أحدا إلى عبد الرحمن بن عوف وهو يحنضر ليقول له إذا ما شئت هيأت لك قبرا بالقرب من قبر النبى.
فرد قائلا لا أستطيع أن أضيق لك بيتك ، وكنا قد تعاهدنا مع عثمان بن مظعون على أن يدفن الثانى بجانب الذى يموت أولا فادفنينى بجانبه فأتت بجنازته وبعد الصلاة عليها أمرت بدفنها فى دار عقيل.
وكان عبد الرحمن بن عوف أحد العشرة المبشرين من الأصحاب بالجنة ، وأبوه عوف بن عبد الحارث بن زهرة ابن كلاب بن مرة ، وأمه شفاء بنت عوف بن