وكلما تباعد عصر السعادة زاد سكان المدينة واقتضى تطور المزروعات ـ بناء على حاجة الناس ـ حفر المزيد من الآبار ؛ فحفر الأسلاف فى جوانب المدينة الأربعة كثيرا من الآبار ، واستصلحوا الأراضى لتكون صالحة للزراعة وأنبتوا كثيرا من المزروعات. وكما كانت هذه المزارع منها قوية خصبة ومنها ضعيفة قليلة الإنتاج بالنسبة لبعضها البعض ، وكانت الآبار كذلك منها ما هو عذب الماء ومنها ما هو مر الماء مالح. والآبار المشهورة اليوم بئر قويم ، بئر العباسة ، بئر صفية ، بئر البويرة ، بئر العصبة ، بئر العسيلية ، بئر المبعوث ، بئر رومة ، بئر قطعة ، بئر مغيسيلة ، بئر فاطمة ، بئر عروة. وبئر قويم مع بئر عباسة وبئر صفية وبئر البويرة فى قرية قباء ومياه بعضها ألذ وأعذب بالنسبة للأخرى. وبئر عسيلية من آبار قرية العوالى. وليست فى هذه القرية بئر ماؤها أعذب من ماء بئر عسيلية ، وبما أن بئر مبعوث فى الجهة القبلية من ناحية عريضى وفى وسط مجرى سيل مهزور فهى أعذب الآبار فى الحرة الشرقية على الإطلاق وأعظمها ، وبئر رومة من الآبار القديمة وقف عثمان بن عفان. وبئر فاطمة ألطف ماء من جميع الآبار ، وبئر عروة أعذب ماء من جميع الآبار والعيون والمياه الجارية. وبما أن هذه البئر فى مجرى وادى العقيق كان الأهالى يهدون ماءها للملوك لعذوبة مياهها كما أن أصحاب المزاح يدعون أن ماءها ألذ وأعذب من ماء عين زرقاء. |