التى على مجراه قال : «إن هذا المكان قناة الأرض فعرف بين أهل المدينة بوادى قناة ووادى قناة ينفصل من الطائف ويسيل من بين جبال أرخصية ومن هناك إلى قرقرة المكدر ، ومن هناك إلى بئر معاوية وبعده يمر من مكان يسمى قدوم أى من المكان الذى دفن فيه شهداء أحد إلى صحراء زغابة حيث تتحد سيول الأنهار الأخرى ، وإن كان يعد من وديان المغرب فهذا أكبر الأنهار التى تسيل إلى دار العزة المدينة المنورة غير وادى العقيق ويصل إلى سد نار الحرة فى الجهة الشرقية».
وسد نار الحرة ، المحل الذى انطفأت فيه نار الحجاز المنذرة ، وكانت سببا فى انقطاع مياهه مدة مديدة ، وفاض بعد ذلك كأنه بحيرة كما جاء ذكره فى الصورة العاشرة من الوجهة الثالثة تفصيلا ، وقد انشق ذلك السد فى سنة ٦٩٠ ه وقد تكاثرت مياهه ما يقرب من سنة بين الجبلين وأخذت تجرى فى صورة مخيفة وسريعة وأخذت تنقص السنة التى بعدها ثم نقصت بدرجة مخيفة ، ثم تكاثرت المياه مرة أخرى فى خلال سنة سبعمائة وأخذت تجرى على نسق واحد فى خلال سنة كاملة ونقصت فى خلال ثلاث وثلاثين سنة تدريجيا ولكنها فاضت فى سنة ٧٣٤ ه بسبب الأمطار العادية والمتوالية وفتحت لنفسها مجرى جديدا وطغى سيل مثل البحار وجرى مجراه القديم إلى جهات الضريح الذى دفن فيه حضرة حمزة رضى الله عنه ـ وسال مجراه الجديد إلى الجهات القبلية لجبل عيين ، فجعل الضريح المذكور والجبل سالف الذكر فى الوسط ، ولما بقى ضريح حضرة حمزة بين ماءين عظيمين فحرم أهالى المدينة من شرف الزيارة ما يقرب من أربعة أشهر. وقالوا إذ كشفوا السيول التى فاضت متراكمة أمام باب البقيع ، إذا ارتفعت هذه المياه أكثر من هذا بنصف ذراع لا شك أن دار الهجرة ستتعرض للخراب والدمار ، ولكن المياه انسحبت قليلا بلطف من الله وأغرق أهالى المدينة فى بحار البهجة والسرور واستقرت المياه ما يقرب من سنة فى النهيرات التى فى الجهات الشمالية والقبلية.
وكانت المياه قد فتحت قنوات العين القديمة وخربتها. وإن كان الأمير وردى أصلح ما فسد وخرب من القنوات ومجاريها وجددها ، ولكن الأماكن التى